عليهم الذين استحقوا الغضب من الله لانحرافهم - على علم - عن الحق الذي وضح لهم ... ولا صراط الضالين الذين تاهوا وضلوا بمتاهات بعدت بهم عن الحق ويحسبون أنهم على الهدى.
أن هذا الدعاء الواضح من جميع جوانبه ... والذي هو كلام الله الذي علم به عباده المؤمنين أن يدعوه به بعد تقديم التوسلات المشروعة التي سبقته، من حمد وثناء وتمجيد وإخلاص العبادة والاستعانة له لدعاء عرف كل من يدعو به كيف الحق لأهله ... أي علم أنه لن يهديه إلى الصراط المستقيم إلا الله ولن يجنبه مزالق الزلل ومهاوي الغضب إلا الله تعالى وتقدس.
فحق لهذا الداعي من ربه أن يستجيب دعاءه ويهديه إلى الصراط المستقيم وهذا الحق .. إنما هو حق أحقه الله على نفسه ... تفضلاً منه وتكريماً وامتناناً جل جلاله لا إله غيره ولا رب سواه.
على أن هذه السورة الكريمة ... على فضلها وجلالتها ووضوحها ودلالتها غرب عن أذهان ((بعض الناس .. !!؟)) وما فيها من معاني التوسل إلى الله تبارك وتعالى الذي يحض هو على العمل به التوسل به إليه.
وغاب عن عقولهم ما يلفت الأنظار إلى ضرورة انتفاع قارئيها منها وما تدل عليه من الخير الذي من جملته هذه التوسلات العظيمة ... المفضية إلى استجابة الدعاء فعشوا عما فيها من هذا الخير ... وعمهوا عنه ... رغم أنهم يرددونها في صلواتهم مرات عديدة .. !!! كأن المراد من قرائتها .. سرد حروفها وألفاظها فحسب دون إمعان النظر في معانيها ومعرفة ما يتضمن هذا القول الحكيم من تعيين مراد الله من هذه السورة الكريمة المباركة.
تركوا ما فيها من توسلات كريمة يلجون بها إلى رحاب عفو ورحمته ومغفرته ... وتعلقوا بتوسلات غير مشروعة!!! فضلوا ... وأضلوا ... وذهبوا يحملون أوزارهم وأوزار من أضلوهم ... ولا أدري إذا كانوا يحسبون أنهم يحسنون صنعاً!!!؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.