هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب)
أجل .. إن الله عنده حسن الثواب لعباده المؤمنين الطائعين كيف لا وأنهم هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأهليهم وأموالهم وأوذوا أشد الإيذاء في سبيل الله وقاتلوا الكفر وأهله فمنهم من قضى نحبه في سبيله تعالى ومنهم من ينتظر وما بدلوا لا هنوا ولا تراجعوا بل ثبتوا حتى نصرهم الله تعالى.
نعم كيف لا ... وهم الذين وصفهم الله بأنهم أولو الألباب الزكية والعقول المستقيمة الذين يذكرون الله في جميع أحوالهم الحياتية وبمختلف أنواع الذكر ويتفكرون في الخالق والخليقة فزادهم فهماً وإدراكاً كالحقيقة الربوبية والألوهية والأسماء والصفات والأفعال وإن هذا الخلق ما خلقه الله عبثاً ولا صدفة ولا باطلاً ولما نادى منادي الإيمان - صلى الله عليه وسلم - ودعاهم إليه أسرعوا إلى الإيمان بالله تعالى ونبيه وكتابه وبكل ما جاء فيه من الهدى والخير والحق.
ثم قدموا كل ذلك توسلات إليه تعالى لتكون هذه التوسلات الحقة سبباً في قبول دعائهم واستجابته وأكد سبحانه تكفيره سيآتهم وإدخالهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً منه سبحانه والله عنده أحسن الثواب جل جلاله ولا إله غيره ولا رب سواه.
فهيا أيها الأخوان المؤمنون إلى العمل الصالح نعمله لوجه الله خالصاً له ليكون لنا ذخراً ووسيلة إليه عز وجل وقربى لجنابة العظيم لا نبتغي إلا وجه ربنا ذي الجلال والإكرام.
فإن دعوناه بها أجاب دعاءنا وادخلنا جنات عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.