يستغيث بغير الله فإن الاستغاثة عبادة ... ولا يجوز صرفها إلا لله تعالى فيقول يا أخي إن هذا لا يستغيث بغير الله ... إنما يتوسل به إلى الله تعالى مع أنه يستغيث فعلاً بغير الله ولكن يريد أن يصرف مفهوم الاستغاثة إلى مفهوم الوسيلة ... تهرباً من المسؤولية التي تلحق به عند استغاثته هر بغير الله ... أو سكوته عن أحد ما ... استغاث أمامه بغير الله تعالى. ولم يعلم أن هذه المغالطة!! إنما يغالط بها ربه الذي يعلم الجهر وما يخفى والسر وأخفى فغلا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء إنه بهذه المحاولة أوالمغالطة يريد أن يدفع عنه الانتقاد والنصح فحسب ... وإلا فإنه يجيز بلا شك ولا ريب الاستغاثة بغير الله تعالى ... ولكنه يريد أن يتهرب من الإدانة فيختبئ وراء الوسيلة ليبرر بزعمه عمله ودليلنا على أنه يجعل الوسيلة تكأة لتبرير استغاثته بغير الله هو استدلاله بقوله تعالى:(فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) ويقول: أرأيت كيف تجوز الاستغاثة بغير الله ... ؟ فهذا الاسرائيلي استغاث بموسى على القبطي فأغاثه موسى .. ولم ينبهه موسى عليه السلام إلى عدم جواز استغاثته به بل كان عليه أن لا يستغيث بموسى عليه إنما يستغيث بالله وحده ... !!! فسكوت موسى عن استغاثة الاسرائيلي ... بل واغاثته فعلاً دليل واضح على جواز الاستغاثة بغير الله ... فأقول: هذه إما مغالطة ثانية أو جهل مطبق من هذا المتفلسف الذي يدافع عن الزندقة والشرك والكفر بلا علم ولا كتاب منير. وأرجح أنه كما يقول العامة من عندنا (غشيم وشيطان) بأن واحد نحن لا يهمنا مهما كانت منزلته الإبليسية أو الغبائية ... فإنه هو الذي سيحمل وزره وأوزار من يضلهم ... إنما المهم في الأمر أن نسعى مخلصين لإظهار الحق له ولغيره ومن نشاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. ولا يمنعنا أحد عن الجهر بالحق.
لا حجة للجهال الذين يحتجون باستغاثة الإسرائيلي بموسى عليه الصلاة والسلام على جواز الاستغاثة بغير الله مع علمهم بأن استغاثة الإسرائيلي بموسى عليه الصلاة والسلام هي استغاثة مخلوق بمخلوق في أمر يقدر على تنفيذه المستغاث به.