فمثلاً أنا لا أربح بتجارتي ولا أوفق بزراعتي ولا أفوز في أي ربح بمجرد خبرتي وعلمي فحسب ... بل يجب أن يكون هذا موفوراً بتمامه وأتوكل على الله في الفوز بما أتمناه ولهذا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[((لا يدخل أحدكم الجنة بعمله)) قالوا ولا أنت يا رسول الله. قال:((ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته))] فلا يصبح العمل بلا توكل على الله كما لا يصح التوكل بلا عمل فعندها يكون تواكلا لا توكلاً ويتمنى صاحبه على الله الأماني دون أن يأخذ بأسباب نيل الأماني ...
قدمنا هذه الكلمة بين يدي البحث لنعلم نوعية التوكل الذي يرضاه الله فهو سبحانه يحب
التوكل لا التواكل وهذا ما أمر به أنبياءه أن يبلغوه عباده .. ولم يحض نبياً به ويستثنى آخراً منه بل أوصاهم جميعاً بالتوكل عليه.
وهذا موسى عليه الصلاة والسلام يخبرنا الله عنه:(وقال موسى لقومه يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) أي إن كنتم آمنتم بالله حقاً في جميع صفاته وأسمائه فيلزمكم هذا الإيمان أن تتوكلوا عليه سبحانه في كل أموركم لأن تمام صفات المؤمن المسلم أن يتوكل عليه وهو الذي يعلم ما كان وما يكون وما هو كائن منه إلى يوم القيامة فخليق بهذا الإله العظيم الذي له هذه الصفات الكاملة التامة أن تسلم أمورك إليه مع مراعاة ما أمرك به من العمل وقول موسى عليه الصلاة والسلام: (إن كنتم مسلمين) أي إن اتخذتم الإسلام ديناً ومبدأ يجب إلزاماً أن تظهر آثار إسلامكم عليكم فتسلموا أموركم إليه وتتوكلوا عليه وتطمئنوا إلى نتيجة ما يقدره الله عليكم وترضوا بذلك ظاهراً وباطناً وهذا التسليم هو أحد معاني الإسلام.
فما كان من قومه المؤمنين إلا أن استجابوا:(فقالوا على الله توكلنا) فنالوا بقولهم أجرين على عملين صالحين الأجر الأول: طاعتهم لأمر نبيهم بالتوكل على الله وهذه الطاعة لنبيهم عمل صالح ولا شك والأجر الثاني: توكلهم بالفعل عليه تعالى أي تنفيذ عملية التوكل على الله ولا شك أن التوكل عليه سبحانه عبادة مباشرة لله تعالى وأنه جل وعلا أهل لذلك فرفعوا هذين العملين إلى