ما من أمر ديني إلّا ويحاول اختراقه بعض الحمقى، أو الأعداء، بحسن نية من الأوّل، وبسوئها من الثاني، لكنّ الله قد حفظ دينه، فهدى رجالا إليها ليتصدوا لها، فيكشفوا زيفها، ويحبطوا كيدها.
وأمر فضائل السور، قد طالته يد الحمقى، وبحسن نية- كما صرحوا «قد وضعوا فضائل سورة قرآنية، ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وعلى رأسهم رجل يدعى (أبا عصمة الجامع). فوضع فضائل لكل سورة في القرآن حسبة- كما ادعى- لكنّه ارتكب خطأ فادحا، فأساء إلى نفسه ومن خطا خطوه.
فقد أخرج الحاكم في المدخل بسنده إلى أبي عمّار المروزي، أنه قيل:- لأبي عصمة الجامع-:
- من أين لك- عن عكرمة، عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة، وليس عند أصحاب عكرمة هذا؟.
فقال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن، واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي ابن إسحاق، فوضعت هذا الحديث حسبة].
لكنّ تبريره هذا، مرفوض شرعا، وعقلا، ولا ينجيه من المأثم