وهذا النوع لمن المعجزات، وقد تفرّد به القرن الكريم، ولم يسمع عبر التاريخ أنّ أحدا حاكاه، أو قدر على ذلك، وقد ألّفت فيها كتابا سميته:
(الحروف النورانية في فواتح السور القرآنية)(١).
أبنت فيه ما تحمله من أسرار وحكم، وكيف تربّعت على حروف التهجي بتفرداتها، وجمالها اللفظي، والاستهلالي، فلا شبيه ولا نظير، فهي العلم الأكبر، المدلّ على مصداقية القرآن الكريم.
فما من شكل من أشكالها، إلّا ويعبّر عن مضامين سورتها، وتمدّها بخيوط النور الإلهي، لتبقى مشعّة على الدوام، يستضيء بها المبصر، ولا يعرفها الأعمى.
وهي- بلا شك- قد استهلت بأشكالها سورها، وليس من الإمكان تبديل الأماكن في رسمها، بل إن بدّلت، سيفقدها بلاغتها وجمالها، وإشارات إعجازها.
ثمّ إنّ افتتاح السور بها، لم يسبق له نظير في الفصحى، فجاءت فألجمت، وأفحمت، ثمّ لمعت في سماء البلاغة، وخلّفت وراءها ما أبدعه الإنسان، وما سيبدعه، حتى تقوم الساعة، فعجز البشر عن