{قَالَ آمَنْتُمْ} هَذَا قول فِرْعَوْن، وكلمة {قَالَ} أتتْ بالفصلِ وليسَ بالوصلِ؛ لِأَنَّ الوصلَ هُوَ العطفُ بالواوِ، ومعَ ذلك فهي مفصولةٌ لكن تدلُّ عَلَى وقوعِ هَذَا الشَّيْءِ مباشرةً كأنه جَوابٌ عن فِعلهم.
قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{قَالَ آمَنْتُمْ} بتحقيق الهمزتينِ، وإبدال الثَّانيةِ ألفًا {لَهُ} لمُوسَى {قَبْلَ أَنْ آذَنَ} أنا {لَكُمْ}]، هَذَا أمرٌ لا يكونُ عادةً من هَؤُلَاءِ ولا من غيرهم أن يؤمنَ أحدٌ لعدوِّ فِرْعَوْن بدونِ إذنِه، وفي قوله:{قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} إشارة إِلَى أن الرَّجُلَ قد سيطرَ عليهم سَيطرةً تامَّةً، وأنَّهم لا يَتَصَرَّفون بشيْءٍ إلا بإذنِهِ. والإسْتِفهامُ فِي قوله:{آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} للإنكارِ والتوبيخِ.