{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً} أي: فِي ذلك المَذْكُور منَ الإنباتِ، ومنَ الأنواعِ، ومن الحُسن، فتكون (آية) هنا بمَعْنى (آيات)، و (آية) يقول المُفسِّر: (دلالة عَلَى كمال قُدْرَتِهِ تعالى)، هَذَا صحيحٌ، فأبرزُ ما فيها القُدرة، لكن فِي الآيَات أيضًا الدَّلَالَةُ عَلَى الحِكْمَةِ البالغةِ فِي تَنويعِ هَذِهِ الأشياءِ واختلافها؛ فَإِنَّها لحكمةٍ أرادها الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فالقُدرة - مِثلما قال المُفسِّر- هِيَ أبينُ ما يكونُ فِي هَذَا النباتِ من آياتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكنَّها أيضًا آية عَلَى أُمور أُخْرَى.
وقوله:{وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} قال المُفسِّر: [في عِلْمِ الله]، يَقصِد (كان)، {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} لأنَّهم إِلَى الآن ما آمَنُوا، وليسَ معناه أَنَّهُم لم يَكُونوا مُؤمِنينَ فيما سبقَ والآن هم مؤمنونَ. فيقول المُفسِّر:[في علم الله]، ما كانوا فِي علمِ اللهِ [و (كان) قال سِيبَوَيْهِ: زائدةٌ].
وهذا إدخالٌ مِنَ المُفسِّرِ لقولٍ فِي قولٍ؛ لِأَنَّ الَّذِي يقول فِي قوله تعالى:{وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}: إنَّ (كان) زائدةٌ لا يقولُ: (في علمِ اللهِ)، {وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}