قوله تعالى:{قَوْمُ لُوطٍ} هؤُلاءِ في قَريةٍ يُقالُ لها: (سَدُوم) من أرضِ فِلَسْطِينَ، ولوطٌ هو - كما يقول المؤرِّخون - ابنُ أخي إبراهيمَ، فيكون إبراهيمُ عمَّه، أرسلهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إلى أهلِ هذه القريةِ.
وكَانوا معَ كُفرهم باللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَعْمَلُون عَمَلًا فاحشًا، يُعْتَبَرُ من أسفل الأعمالِ - والعياذ بالله - وقد سمّاه اللهُ تَعالَى خَبيثًا في قَوْلهِ:{وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ}[الأَنْبياء: ٧٤]، فهو خَبَثٌ ورِجْسٌ؛ لأنَّه قَبيح عَقْلًا، وفِطرةً، وشَرعًا، والَّذي يعملونه هو أنَّهم يأتون الذُّكران - والعياذُ باللهِ - كما يأتون النِّساءَ.
وهنا يقول سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وكل هذا تَقَدَّم الكَلامُ عليه.