قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{قَالَ} تعالى: {كَلَّا} لا يَقْتُلُونَكَ {فَاذْهَبَا} أي: أنت وأخوك، ففيه تغليبُ الحاضرِ عَلَى الغائبِ]، وفيه أيضًا أن الله تعالى أجابَ دعاءَ مُوسَى، كما قال فِي سُورة طه:{قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى}[طه: ٣٦]، أجابه وأرسلَ إِلَى هارونَ بالرِّسالَةِ.
قال:{فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا} الباء للمصاحبةِ، أي مصاحبيْن بآياتِ اللهِ، أي: العلامات الخاصَّة به، الَّتِي تدل عليه وحدَه دون غيره، والآيَات الَّتِي ذهب بِهَا هِيَ الوحيُ، والثَّانيةُ قَلْبُ العصا، والثالثة اليَدُ.
هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي كانتْ عندَ الوحيِ إليه ثم تلاها بعدَ ذلكَ تسعُ آياتٍ كما هُوَ واضحٌ. وهذه الآيَات ثلاثٌ: منها آيةٌ مَعنويَّة، وآيتانِ حِسِّيَّتَانِ مناسبتانِ للسحرةِ؛ لِأَنَّ انقلابَ العصا حَيَّةً يُشْبِه السِّحرَ وليسَ بسِحر، لِأَنَّ هَذَا حقيقة، والسِّحر خيالٌ، وأيضًا كون اليد إذا أَدخلها فِي جَيْبِهِ تَخْرُج بيضاءَ من غير سُوء، يعني: من غير ضررٍ ونقصٍ، هَذَا أيضًا يشبه السِّحرَ، ولكنه لَيْسَ بسحرٍ، ففيه آيةٌ من آياتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى المعجِزة لهَؤُلَاءِ أنْ يأتوا بِمِثْلِها.
قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} ما تقولونَ وما يُقال لكم، أُجْرِيَ