قال الله تعالى:{فَأَنْجَيْنَاهُ} الفاءُ للسببيَّة، أي: فبسبب دعائِهِ أنجيناهُ، وهي معَ إفادتها السَّبَبيَّة تفيد أيضًا التَّعْقِيبَ، {وَمَنْ مَعَهُ} معَ أنَّ دعاءه: {وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[الشعراء: ١١٨]، فكلمة:{وَمَنْ مَعَهُ} أعمُّ.
فما هي الحكمة في ذلك؟
ذلك لأنَّه صَحِبَ معه بعض الحيواناتِ والمخلوقات، وأخذَ من كلٍّ زوجينِ، فهذه لا تلصقُ في الإيمانِ أو عَدَمه.
وقد نقول: لعلَّه ما قَصَدَها أيضًا من نوحٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ في دُعائه، فما كَان - فيما يظهر - يَدُور في ذِهْنِهِ أن الله يُنجي هذه المخلوقاتِ الأخرَى، بل قال:{وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.