ولهذا جاء الجواب:{يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ}، وكان من المتوقَّع أن يقولَ:(يأتونك)، فما هُوَ الفرقُ بينَ (يَأْتُوكَ) وبين (يأتونك) من حيثُ المَعْنى؟
لو قَالَ:(يأتونك) لكانتْ صفةً لـ (حَاشِرِينَ)، أي: حاشرينَ يأتونك بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ، لكن المُراد خِلاف ذلك؛ لأن:(يَأْتُوكَ) أبلغُ من: يأتونك، حيثُ كانتْ جَوابًا للأمرِ، الَّذِي هُوَ لِلْمَشُورة، إذن (ابعث) أيضًا ليستْ أمرًا حقيقيًّا، فهي أمرٌ للمشورةٍ:(ابعث يأتوك)؛ لِأَنَّهُ بمجرَّد بعْثك يأتونك به.
لكن لو كانتْ صفةً لـ (حَاشِرِينَ): (حاشرين يأتونك) لكان من الجائزِ ألَّا يأتوا، فصفةُ الحاشرِ مَن يَجْمَعُ ويأتي بالسَّحَرَة، لكن قد يَتَهَيَّأ له ذلك وقد لا يتهيَّأ،