قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{كَذَلِكَ} أي: إِخْراجنا كما وَصَفْنا، {وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}]، يعني أنّ {كَذَلِكَ} تكون خبرًا لمبتدأٍ محذوفٍ، يعني: إخراجنا لهم كَانَ كذلك، أو يكون التَّقدير: الأمر كذلك. المهمُّ أن {كَذَلِكَ} خبر لمبتدأ محذوف، فهي جملةٌ مستقلَّة عما قبلها وعما بعدها.
ثم قَالَ:{وَأَوْرَثْنَاهَا} يعني هَذِهِ الجنَّات والعيون والكُنُوز والمقام الكريم، أورثناها [{بَنِي إِسْرَائِيلَ} بعد إغراق فِرْعَوْن وقومه]، فصارتْ لهم.
وقوله:{بَنِي إِسْرَائِيلَ} إِسْرَائِيل: هُوَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ، ومعناه: عبدُ اللهِ، وإنَّما نُسبوا إليه لِأَنَّ بني إِسْرَائِيل تَفَرَّعُوا منه.
وقوله:{وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} فيه من الإشكالِ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي"(١)، وهنا أورثَ اللهُ دِيَارَ فِرْعَوْنَ وقومه وأموالهم بني إِسْرَائِيل؟
(١) أخرجه البخاري: كتاب فرض الخمس، باب قول النبي عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "أُحِلَّتْ لَكُمُ الغَنَائِمُ"، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب "جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا"، رقم (٥٢١).