قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{قَالَ} له مُوسَى: {أَوَلَوْ} أي: أَتَفْعَل ذلك ولو {جِئْتُكَ}]، إذا اقترنتْ همزةُ الإستِفهامِ بالعاطِفِ فإمَّا أن تقدّر بعدها جملةً يعطف عليها ما بعد الهمزة، أو تقدَّر الهمزة متأخرةً بعد حرفِ العطفِ، وجهانِ لأهلِ العلمِ، والوجهُ الأخير أسهلُ؛ لِأَنَّ الأول - كما يمر بك - قد لا يمكنُ فيه التَّقديرُ، وأما هَذَا فتقول: الهمزة للإستفهامِ، وهي مقدَّمة، والواو حرفُ عطفٍ، وَهُوَ مقدَّم حُكمًا، مؤخَّرٌ لَفظًا، والجُملة معطوفةٌ.
أمَّا عَلَى ما ذهبَ إليه المُفسِّرُ هنا فَإِنَّهُ جعل الهمزةَ داخلةً عَلَى شيْءٍ محذوفٍ: [أتفعل ذلك ولو {جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ}]، كأن مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قال له: عَلَى رِسلكَ، لا تَسْجُنَنِي، فأنا ما جئتُ بباطلٍ وسأُقيم البرهانَ عَلَى ما أتيتُ به:{أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ}.
ومن لُطْفِ الله أنَّ فِرْعَوْنَ قَالَ:{فَأْتِ بِهِ}، وكان مُقْتَضَى جَبَرُوتِهِ وطُغْيَانِهِ