قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ} إن عبدتموهم {أَوْ يَضُرُّونَ} كُمْ إن لم تعبدوهم]، أي: أو يضرونكم إن لم تعبدوهم؟ والجَواب: لا.
هم أقروا:{قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} يعني أنَّها لا تَسْمَعُ ولا تَنْفَع ولا تضرُّ، وإنَّما فعلنا ذلك تَقليدًا فقطْ مَحْضًا لآبائنا.
الحكمة هِيَ بالنِّسبةِ لآخر الآيةِ لفظيَّة، وهي مراعاةُ الفواصلِ، وبالنِّسبةِ للعُمومِ معنويَّة؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ الَّذِي يَعْبُدُ الشيْءَ لا يريدُ أن يضرَّه، بل يريد أن يَنْفَعَهُ، ولهذا قَالَ:{أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ}، أما أَنَّهُ يريد أن يضرَّه فلا، نعم يريدُ أن يضرَّ غيرَه، فقد يعبد هَذَا الشيْءَ لِيَدْعُوَهُ أن يضرَّ عدوَّه، فالحذف هنا للعُمومِ، يصير إما: أو يضرونكم إنْ لم تَعْبُدُوهُمْ، أو: أو يضرون عدوَّكم إذا عَبَدْتُمُوهُم.