قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:{طسم} اللهُ أعلمُ بمُراده بذلك]، ويَحتمِل قوله:[بمرادِهِ بذلكَ] أَنَّهُ يَقصد أن لهذه الكلمةِ أو لهذه الحروف معانيَ واللهُ أعلمُ بها، ويَحتمِل أن مراده (الله أعلم بذلك) أي: بالغَرَضِ الَّذِي من أجلِهِ أتَى بهذه الحروف الهِجائيَّة، وبين المعنيينِ فرقٌ، يعني: عَلَى التَّقديرِ الأوَّل تكون هَذِهِ الكَلِمَةُ لها معنًى لكن لَيْسَ معروفًا، وعلى التَّقديرِ الثَّاني يكونُ لا معنَى لها، ولكن الحِكمة فِي الإتيان غير معروفة.
أمَّا احتمال أن يكون لها معنًى فهذا بعيدٌ، ووجهُ البُعْدِ أنَّ القُرآن أتَى بلِسانٍ عربيٍّ، وأن هَذِهِ الحروف الهجائيَّة لمجرَّد كونها حروفًا لَيْسَ لها معنًى، واللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يُنْزِل لنا حروفًا هجائيَّةً ويَقصِد بِهَا المَعْنى؛ لِأَنَّ هَذَا خِلاف أن يكون القُرآن بيانًا وخُروجًا عن مُقْتَضَى اللُّغة العربيَّة.
وأمَّا الإحتمال الثَّاني فَهُوَ أن يُقالَ: اللهُ أعلمُ بما أرادَ؛ بالغرضِ الَّذِي من أجلِهِ أتى بهذه الحروف الهجائيَّة؛ فهذا حقٌّ؛ فإذا قال الْإِنْسَانُ: أنا لا أعلم واللهُ أعلمُ فهذا حقٌّ، ولكن بعض أهل العلم أَبْدَى مناسبةً، وقال: إن منَ المناسباتِ أن القُرآنَ الكريمَ المعجِزَ للناسِ أجمعينَ أَنَّهُ لن يأتيَ بأمرٍ غريبٍ، وإنَّما أتَى بكلماتٍ من