هَذِهِ الحروف، الَّتِي يتَكَوَّن منها كَلام النَّاس، ومع ذلك أَعْجَزَهُمْ؛ لِأَنَّهُ لو أَتَى بحروفٍ جديدةٍ غيرِ معلومةٍ للناسِ لقِيلَ: إن إعجازَه ظاهرٌ، ولا أحدَ يَقدِر، لكن وجه الإعْجاز وتمام الإعْجاز أن يأتيَ بحروفٍ هِيَ من حروفِ الكَلامِ الَّذِي يتكلَّم بِهِ النَّاس، ومع ذلك يُعجِزهم، واستأنسوا لإِثْبات هَذِهِ المناسبةِ بأنَّكَ لو تَدَبَّرْتَ هَذِهِ السُّوَرَ الَّتِي ابتُدِئت بالحروف الهجائيّة لوجدتَ أَنَّهُ يذكر بعد الحروفِ ما يَتَّصِل بالقُرآنِ: