قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} بني إِسْرَائِيل، وفي قِراءَة (١) بكسرِ النونِ ووصلِ همزةِ {أَسْرِ} مِن سَرَى لغة فِي أسرَى، أي: سِرْ بهم ليلًا إِلَى البحرِ]، يعني: يُقال: أَسْرَى وسَرَى، فالأمر من أسرى الرباعي: أَسْرِ، والأمر مِن سَرَى: اسْرِ بهمزةِ وصلٍ، فعلى أَنَّهُ من الرباعي تكون {أَنْ أَسْرِ}، تظهر (أنْ) وتبقى ساكنةً، وعلى أَنَّهَا من (سَرَى) تكسِر النونَ؛ لملاقاةِ الساكنِ، وتكون الهمزة همزةَ وصلٍ:(أنِ اسْرِ بعبادي).
والمَعْنى: سِر بهم ليلًا، يقول المُفسِّر:[إلى البحرِ]، والدَّليلُ أَنَّهُ إِلَى البحرِ قولُه تعالى:{وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}[الدخان: ٢٤]. وكذلك أيضًا ما جاء فِي سياقِ هَذِهِ الآيَاتِ.
قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} يَتَّبِعُكُمْ فِرْعَوْنُ وجنودُه فيَلِجُونَ وراءكم البحرَ، فأُنْجِيكم وأُغْرِقهم]. أمَرَهمُ اللهُ أن يَسيروا ليلًا، وإنَّما أُمِرُوا أن يسيروا ليلًا؛ لئلَّا يَظْهَرَ أمرُهم، لأنَّهم لو أرادوا أن يَسيروا نهارًا وتجهّزوا، لشَعَرَ بهم آلُ فِرْعَوْن، وحينَئذٍ يَمْنَعُونَهم أو يُؤْذُونَهم، فلذلك أُمِرُوا أنْ يَسِيروا باللَّيلِ.
قال:{إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} أُكدتْ هَذِهِ الجُملةُ بـ (إنّ) معَ أَنَّهَا جملةٌ اسْميَّةٌ أيضًا، إشارة إِلَى أَنَّهُ لا بدَّ أن آل فِرْعَوْن يتبعونهم بدونِ تردُّد، فاتباعهم لهم أمرٌ مؤكَّدٌ، ولكنهم يَتَّبِعُونَهم طلبًا لهم؛ لأجلِ أن يَقْضُوا عليهم.