إذن فقوله:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} أي: المُبين لكلِّ شيْءٍ، وخَفاء بعضِ الأمورِ عَلَى النَّاس منَ القُرآن لَيْسَ من قصورِ القُرآنِ، ولكن من قصورهم؛ إما لقصور فِي الفهم، أو العلم، أو القصد.
قد يقول قائل: إننا لا نجد كل شيْء فِي القُرآن؟ وأوّل ما يُعترض علينا أنَّنا لا نجد كمّ عددِ الرَّكَعَات فِي الصلاةِ، فأينَ البيانُ؟
فيُرَدُّ عليه بأنَّ القُرآنَ أتَى بتِبيانِ كلِّ شيْءٍ عَلَى الْعُمومِ، والسنَّة أنزلها اللهُ عليه - صلى الله عليه وسلم - لِتُبَيِّنَ للناس موضوعَه، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قد فسَّر القُرآن، ولكن عَلَى الصِّيَغ العامَّةِ والإشارات العامَّة بالقُرآن، وأمَّا التفريعات فبينها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.