قلنا: لا، ليسوا هم، بل ذُرِّيَّة نوح هم الَّذينَ بَقُوا، وأمَّا مَن كَانَ معَه منَ المُؤمِنينَ فإِنَّهم فَنُوا، وما بَقِيَ لهم نسلٌ، كما في قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ}[الصافات: ٧٧].
ولهذا يُقال: إنَّ نُوحًا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هو الأبُ الثَّاني للإِنْسانِ؛ فالأبُ الأوَّلُ آدمُ، ونوحٌ هو الأبُ الثَّاني؛ لأن جميعَ بني الإِنْسانِ ماتُوا، وما بَقِيَت إلَّا ذُرِّيَّتُه:{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ}، و {هُمُ} ضميرُ فصلٍ يفيد الحصرَ والإختصارَ، فهم الَّذينَ بَقُوا.
ويقول المؤرِّخون: إنهم ثلاثة: سامٌ، وحامٌ، ويَافِثُ، واللهُ أعلمُ إنْ كانتْ هذه أسماءَهم أم لا؟ وهل هم ثلاثة أم أكثرُ أو أقلُّ؟ إنَّما هذا كَلام المؤرِّخِينَ.