وإنَّما قلت: إنَّكم تبطِشون؛ لأن (إذَا) تُفِيد تحقُّق وُقُوعِ الشَّرط، بخِلاف (إِنْ)، فإذا قلت:(إنْ قام زيدٌ فَقُمْ)، لا تدلّ على تَحَقُّق وُقُوع الشَّرط، لكن إذا قلت:(إذا قام زيدٌ فقُمْ)، فهذا معناه كَأنَّه سيقومُ، ولكن لِيَكُنْ وقتُ قِيَامِك وقتَ قيامِه.
فقَوْلهُ:{وَإِذَا بَطَشْتُمْ} يَعْنِي: وأنتم تَبْطِشون، قال المُفسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{وَإِذَا بَطَشْتُمْ} بضربٍ أو قتلٍ {بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} من غير رأفةٍ]، فهذا الوصفُ الثالثُ - والعياذُ باللهِ - العُدْوَان، والذي حَمَلَهُم على هذا العدوان - الإِنْسان بَشَر - لما رَأَوْا أنفسهم أقوياءَ في البناءِ والصناعةِ، قالُوا: ليس أَحَدٌ فَوْقَنا، فبَطَشُوا - والعياذُ باللهِ - بدونِ رأفةٍ؛ لأن الإِنْسانَ بطبيعتِهِ كما قال الله تعالى:{إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}[الأحزاب: ٧٢].