الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ مَن تجاوزَ الحلالَ إلى الحرامِ، فهو عادٍ ظالمٌ لنفسِهِ ولغيرِه؛ لقَوْلهِ:{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: في الآيَات دليلٌ على أنَّ المعانِدِينَ لِلرُّسُل إنَّما يَلْجَئُون إلى قُوَّتِهِم وسُلْطَتِهِم، لا إلى العقلِ والإقناعِ، قالوا:{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ}[الشعراء: ١٦٧]، وقال ذلكَ قومُ نوحٍ:{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَانُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ}[الشعراء: ١١٦]، لكنَّه عذابٌ آخرُ، وكذلك أيضًا قالَهُ فِرعون لمِوسى:{لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}[الشعراء: ٢٩]، وقالَه آزرُ لابنِه إبراهيمَ:{لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ}[مريم: ٤٦].
كلُّ هذا ممَّا يدلُّ على أنَّ هؤُلاءِ الَّذينَ يُهَدِّدُونَ بالسُّلطة لا بالإقناعِ والعقلِ، هؤُلاءِ لا حُجَّةَ لهم.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أنَّه يَجِبُ على الإِنْسانِ أن يُبغِضَ ما أبغضَهُ اللهُ؛ لأنَّ هذه طريقةُ الرُّسُلِ؛ قال:{إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ}[الشعراء: ١٦٨].
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أنَّه لا غِنى لأحدٍ عن دعاءِ اللهِ: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ}[الشعراء: ١٦٩]، وأمَّا قولُ بعضِ العارِفِينَ الجاهلينَ:"عِلْمُهُ بِحالي يُغْنِي عن سُؤَالِي"(١)،
(١) يُروى عن إبراهيم عَلَيْهِ السَّلَامُ حينما ألقي في النار، انظر تفسير البغوي (٥/ ٣٢٧)، وانظر تنزيه =