للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: قد جاءنا فأحدث عذراً ... دية الذنب عندنا الآعتذار

وقال الأحنف:إذا اعتذر إليك معتذر،فلتلقه بالبشر.

اعتذر إلى قتيبة بن مسلم رجل فقبل منه،ثم قال:لا يدعونك أمرٌ قد تخلصت منه إلى الدخول فيما لعّلك لا تتخلص منه.

قال صالح بن أبى النجم:

ولربّما جاء الفتى بد نيّةٍ ... ووراءها عذرٌ له لم يفهم

وكان يقال:اعتذار بمنع خير من وعد ممطول وقال صالح بن عبد القدوس:

يلومني النّاس فيما لو أخبّرهم ... بالعذر منى فيه لم يلوموني

قال البحتري:

اقبل معاذير من يأتيك معتذراً ... إن برّ عندك فيما قال أو فجرا

فقد أطاعك من يرضيك ظاهره ... وقد أجلك من يعضيك مستترا

وله أيضاً:

إذا محاسني اللاتي أدل بها ... عدّت ذنوبي فقل لي كيف أعتذر؟

وقال محمود بن داود القياسي:

العذر يلحقه التخويف والكذب ... وليس في غير ما برضيك لي أرب

فإن أسأت فبالنعمى التي سلفت ... لمّا منيت بعفو ماله سبب

وقال أبو على البصير:

لم أجن ذنبا فإن زعمت بأن ... جنيت ذنباً فغير معتمد

قد تطرف الكف عين صاحبها ... فلا يرى قطعها من الرّشد

وقال عاىّ بن الجهم:

إنّ ذلّ السّؤال والإعتذار ... خطّةٌ صعبةٌ على الأحرار

ليس جهلاً بها تورّطها الحرّ ... ملكن سوابق الأقدار

ارض للسّائل الخضوع وللقا ... رف ذنباً مذلّة الإعتذار

وقال آخر:

وما كنت أخشى أن ترى لي زلّةٌ ... ولكن قضاء الله ما عنه مهرب

إذا اعتذر الجاني محا العذر ذنبه ... وكلّ امرئ لا يقبل العذر مذنب

كان يقال:من وفّق لحسن الاعتذار خرج من الذنب.

اعتذر رجلٌ إلى أبى عبيد الله الوزير الكاتب،فأساء الاعتذار،فقال أبو عبيد الله: ما رأيت اعتذاراً أشبه باستئناف ذنب من هذا.

وللشافعي رضى الله عنه، وقد قيل:أنما تمثّل بها:

يالهف نفسي على مال أفرّقه ... على المقلّين من أهل المروءات

إن اعتذاري إلى من جاء يسألني ... ما ليس عندي من إحدى المصيبات

ومما ينشد للفراء من قوله:

أردت لكيما لا ترى لي عثرةٌ ... ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل

وقال محمود الوراق:

أراني إذا ما زدت مالاً ورفعةً ... وخيراً إلى خيرٍ تزيّدت في الشّرّ

فكيف بشكر الله إذ كنت إنما ... أقوم مقام الشكر لله بالكفر

بآي اعتذار أم بأية حجةٍ ... يقول الذي يدرى من الأمر: ما أدرى

إذا كان وجه العذر ليس بواضحٍ ... فإنّ اطّراح العذر خيرٌ من العذر

قال أبو الصولى، أخبرنى أبو بكر بن عبد الله، قال: سألني أبو سليمان الشاشى حاجة فاعتذرت بشغل في تأخيرها، فكتب إلىّ:

سكنت نفسي لمّا ال ... تف حبلى بحبالك

إنما أطلب من جا ... هك نفعاً لا بمالك

لا تصيّر شغلك اليو ... م اعتذاراً لطلابك

لو تفرغت من الشغ ... ل استوينا في المسالك

وهذا عندي مأخوذ من قول أبى العتاهية:

ليس ذا الشغل عاذرٌ لك عندي ... إنّما ترتجى إذا كان شغل

وقال آخر:

ولا تعتذر بالشغل عنّا فإنّما ... تناط بك الآمال ما اتّصل الشّغل

ولا ترتفع عنّا بشئ وليته ... كما لم يصغرّ عندنا شأنك العزل

وقال آخر:

وقد علمت لو انّ العلم ينفعني ... أنّ انطلاقي إلأى الحجاّج تغرير

لئن رحلت إلى الحجّاج معتذراً ... إنّي لأحمق من تجرى به العير

وقال آخر:

لا ترج توبة مذنب ... خلط احتجاجاً باعتذار

وقال ابن الدّمينة:

بنفسي ومالي من إذا عرضوا له ... ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب

ولم يعتذر عذر البرئ ولم يزل ... به سكتةٌ حتّى يقال مريب

وقال آخر:

<<  <   >  >>