للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن القناعة من يحلل بساحتها ... لم يلق في دهره هماً يؤرقه

قال الأضبط بن قريع:

اقنع من الدهر ما أتاك به ... من قر عيناً بعيشه نفعه

قد يجمع المال غير آكله ... ويأكل المال غير من جمعه

قال سليمان بن داود عليه السلام: كل العيش قد جربناه، لينه وشديده، وبلوناه فوجدناه يكفي منه أدناه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسمه، معه قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا ".

قال منصور الفقيه:

إذا القوت تأتي لك ... والصحة والأمن

وعف الفم والفرج ... تقي لله والبطن

وأصبحت أخا حزنٍ ... فلا فارقك الحزن

وقال آخر:

إذا ما كساك الله سربال صحةٍ ... ولم تخل من قوتٍ يحل ويعذب

فلا تحسدن الكمثرين فإنهم ... على قدر ما يكسوهم الدهر يسلب

وقال هلال بن خثعم في أبيات له، ونسبت إلى بشار بن بشر المجاشعي:

إن قراب البطن يكفيك ملؤه ... ويكفيك سوءات الأمورٍ اجتنابها

قال يحيى بن خالد: دخلت على الرشيد يوماً فأصبته متكئاً يسطر في ورقةٍ فيها كتابة بالذهب، فلما رآني تبسم، فقلت: فائدة أصلح الله أمير المؤمنين؟ قال: نعم، وجدت هذين البيتين في بعض خزائن بني أمية، وقد أضفت إليهما ثالثاً، وأنشدني:

إذا سد باب عنك من دون حاجةٍ ... فدعه لأخرى ينفتح لك بابها

فإن قراب البطن يكفيك ملؤه ... ويكفيك سوءات الأمور اجتنابها

ولا تك مبذالا لعرضك واجتنب ... ركوب المعاصي يجتنبك عقابها

وعن أبي محمد اليزيدي، قال: دخلت على الرشيد.. فذكر مثله حرفاً بحرف.

روى أبو خليفة الفضل بن حباب، عن محمد بن سلام، قال: قال حماد الراوية: أفضل بيت روى من أشعار العرب، قول الحطئية:

يقولون يستغني ووالله ما الغنى ... من المال إلا ما يكف وما يكفي

وقال محمود الوراق:

إن القناعة ما علمت غنىً ... والحرص يورث ذا الغنى فقرا

وقال منصور الفقيه:

إذا قنعت بقوتٍ ... ولبس ثوبٍ مرقع

ولم يكن لي عيال ... نفسي لهم تتفجع

ولا بنون صغار ... قلبي لهم يتقطع

ولا صديق مصافٍ ... فراقه أتوقع

وقد عزفت عن الله ... ووالغنى والتمتع

وكان لله نسكي ... فما بي الدهر يصنع

وقال آخر:

قنع النفس بالكفاف وإلا ... طلبت منك فوق ما يكفيها

قال الأصمعي: أحكم بيتٍ قالته العرب، بيت أبي ذؤيب الهذلي:

والنفس راغبةً إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليلٍ تقنع

وقال محمد بن أبي حازم:

لعمرك للقليل أصون وجهي ... به في الأوحدين وفي الجميع

أحب إلى من طلبي كثيراً ... تمد إليه أعناق الخضوع

فعش بالقوت يوماً بعد يومٍ ... كمص الطفل فيقات الضروع

ولا ترغب إلى أحدٍ بحرصٍ ... رفيعٍ في الأمور ولا وضيع

قال الخليل بن أحمد:

إن لم يكن لك لحم ... كفاك خبز وزيت

أو لم يكن لك هذا ... فكسرة ثم بيت

تظل فيه وتأوى ... حتى يجيئك موت

هذا كفاف وأمن ... فلا تغرنك ليت

وقال ابن بسام أو غيره:

رضيت بالقوت من زماني ... وصنت عرضي عن الهوان

مخافةً أن يقول قوم ... فضل فلانٍ على فلان

من كنت عن ماله غنياً ... رأيته مثل ما يراني

أزوره إن أراد وصلي ... وأقطع الوصل إن جفاني

فاستغن بالله عن فلانٍ ... وعن فلان وعن فلان

ولعبد الله بن المبارك:

أرى رجالاً بدون الذين قد قنعوا ... ولا أراهم رضوا في العيش بالدون

فاستغن بالله عن دنيا الملوك كما اس ... تغنى الملوك بدنياهم عن الدين

لعمر بن محمد بن عبد الملك الزيات:

<<  <   >  >>