ولهذا فما كان منها صحيحًا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرَّف، أو مبدَّل، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ ألم آت بها بيضاء نقية؟! لو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي»(١).
رابعًا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن نبينا ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم الأنبياء والمرسلين: كما قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: ٤٠]. فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيًّا لما وسعه إلا اتباعه - وأنه
(١) مسند الإمام أحمد (٢٣/ ٣٤٩) برقم ١٥١٥٦ وصححه الشيخ الألباني في إرواء الغليل (٦/ ٣٤ - ٣٦) برقم ١٥٨٩.