للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالنص والإجماع، وعلى هذا فالمؤمن الذي يخاف ربه ويحذر من أن يربي بدنه على شيء محرم يعرف كيف يتصرف، وهذه الحال التي ذكرها السائل توجب للإنسان أن يقلل ما استطاع من الذهاب لبلاد الكفر؛ لأن الذهاب إلى بلاد الكفر فيه خطر عظيم على العقيدة، والأخلاق، والاتجاه.

ولهذا لا يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلاد الكفر إلا بثلاثة شروط:

١ - أن يكون عنده علم بشريعة الله يدفع به الشبهات التي يوردها عليه أعداء الله.

٢ - أن يكون عنده دين يحميه من اتباع الشهوات والانزلاق في مهاوي الضلالات.

٣ - أن يكون مضطراً للسفر إلى الخارج، أو محتاجاً إليه، لا لمجرد النزهة أو الترفه (١).

ج-الأكل في أواني الكفار والمشركين:

المسلم الذي يعيش في بلاد الكفر قد يُدعى إلى وليمة طعام تقدم له بأواني الكفار، فهل يأكل منها أم لا؟

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل من الشاة المسمومة التي أُهديت له في خيبر (٢)، وكذلك توضأ وأصحابه من


(١) الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين (٢٠/ ٨٢ - ٨٣).
(٢) صحيح البخاري برقم (٥٧٧٧).

<<  <   >  >>