وإذا سُئل عن الرسالة فسيقول: يا رب إني قلت لهم: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}[الصف: ٦]. فهو مقرر للرسالات قبله، وللرسالة بعده عليه الصلاة والسلام، فأمر أمته بمضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولكن أمته كفرت ببشارته، وكفرت بما أتى به من التوحيد، فقالوا:{إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}[المائدة: ٧٣]. وقالوا:{الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ}[التوبة: ٣٠]. وقالوا:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}[المائدة: ١٧]. نسأل الله العافية.
الحاصل: أني أقول إن المسيح عيسى بن مريم بريء منهم، ومما هم عليه من الدين اليوم، وعيسى بن مريم يلزمهم بمقتضى رسالته من الله أن يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ليكونوا عبادًا لله، قال الله تعالى: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)} [آل عمران: ٧٣](١).
والله ولي التوفيق، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.