للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى صلاة الكسوف وجهر فيها، قال الترمذيُّ: هذا حديث حسن صحيح (١)، ولأنها نافلة شرعت لها الجماعة فكان من سننها الجهر كصلاة الاستسقاء.

وأما قول عائشة: حزرت (٢) قراءته: ففي إسناده مقال (٣)، على أنه يحتمل أن يكون لبعد ونحوه.

وخطبة فرد (٤) في الاستسقاء ... تشرع لاثنتين (٥) في الأداء (٦)

أي: يسن بعد صلاة الاستسقاء خطبة واحدة على الصحيح من المذهب وعليه جماهير الأصحاب ونص عليه وبهذا قال عبد الرحمن بن مهدي لقول ابن عباس: لم يخطب خطبتكم هذه ولكن لم يزل في الدعاء والتكبير (٧) وهذا يدل على أنه ما فصل بين ذلك بسكوت ولا (٨) جلوس، ولأن كل من نقل الخطبة لم ينقل خطبتين وقول ابن عباس صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - كما صنع في العيد (٩)، محمول على الصلاة بدليل قوله صلى ركعتين كما كان يصلي في العيد وبدليل أول الحديث (١٠).


(١) الترمذيُّ برقم ٥٦٣ وأبو داود برقم ١١٨ وسقطت كلمة حسن من د، س.
(٢) قال في القاموس ٢/ ٨: (الحزر: التقدير والخرص).
(٣) رواه أبو داود برقم ١١٨٧ وفي إسناده محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع.
(٤) في جـ، ط فزد وفي نظ كأنها يزيد.
(٥) في نظ لا تسن.
(٦) في نظ، جـ، ط الأداء.
(٧) جزء من حديث ابن عباس الذي رواه أبو داود برقم ١١٦٥ والترمذيُّ برقم ٥٥٨ والنسائيُّ ٣/ ١٥٦.
(٨) في ب وإلا.
(٩) لم أجده بهذا اللفظ وهو في المغني ٢/ ٢٨٨ منقولًا عن ابن عبد البر.
(١٠) بعض حديث ابن عباس السابق ولفظ الحديث: بكامله عن إسحاق بن عبد الله بن كنانة قال: أرسلني الوليد بن عتبة وكان أمير المدينة إلى ابن عباس أسأله عن استسقاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متبذلًا متواضعًا متضرعًا حتي أتى المصلى فلم يخطب خطبتكم هذه ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد. رواه أبو داود ١١٦٥ والترمذيُّ برقم ٥٥٨ والنسائيُّ ٣/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>