للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألا تزجرينَ القائلينَ ليَ الجَفا ... كما أنا معنِيٌّ وراءكِ منفحُ

ألمّا على سلمَى ولمْ أرَ مثلَها ... خليلَ مصافاةٍ تزارُ وتمدَحُ

وقد كانَ قلبي من هواهُ وذكرةٍ ... ذكرنا بها سلمَى على النّأي يفرحُ

إذا جئتُها يوماً من الدّهرِ زائراً ... تغيَّرَ مغيارٌ من القومِ أكلحُ

فللهِ عينٌ لا تزالُ لذكرِها على ... كلِّ حالٍ تستهلُّ وتسفحُ

وما زالَ عنّي قائدُ الشّوقِ والهوَى ... إذا جئتُ حتّى كادَ يبدو فيفصحُ

أصونُ الهوَى من رهبةٍ أنْ تعزَّها ... عيونٌ وأعداءٌ من القومِ كشَّحُ

فما برحَ الوجدُ الذي قدْ تلبَّستْ ... به النَّفسُ حتّى كادَ لي الشّوقُ يذبحُ

لشتّانَ يومٌ بينَ سجفٍ وكلّةٍ ... ومرُّ المطايا تغتدي وتروَّحُ

أعائفنا ماذا تعيفُ وقدْ مضتْ ... بوارحُ قدّامَ المطِّي وسنَّحُ

نفيسُ بقيّاتِ النّطافِ على الحصى ... وهنَّ على طيِّ الحيازيم جنَّحُ

ويومٍ منَ الجوزاءِ مستوقدِ الحصَى ... تكادُ صياصي العينِ منهُ تصيّحُ

شديدِ اللّظَى حامي الوديقة ريحُه ... أشدُّ لظىً من شمسِهِ حينَ تصمَحُ

بأغبرَ وهّاجِ السّمومِ ترى بهِ ... دفوفُ المهارَى والذّفاريّ تنتحُ

نصبتُ لها وجهِي وعنساً كأنَّها ... من الجهدِ والإسادِ قرمٌ ملوَّحُ

ألمْ تعلمِي أنَّ النَّدى من خليقتي ... وكلُّ أريبٍ تاجرٍ يتربَّحُ

فلا تصرميني أن ترى ربَّ هجمَةٍ ... يريحُ بذمٍّ ما يريحُ ويسرحُ

يراها قليلاً لا تسدُّ قفورهُ ... على كلِّ بثٍّ حاضرٍ يتترَّحُ

رأتْ صرمةً للحنظلِيِّ كأنَّها ... شظيُّ القنا منها مناقٍ ورزَّحُ

سيكفيكِ والأضيافَ إن نزلُوا بنا ... إذا لمْ يكنُ رسلٌ شواءٌ ملوَّحُ

وجامعةٌ لا يجعلُ السّترُ دونها ... لأضيافنا والفائزُ المتمنّحُ

ركودٌ تسامى بالمحالِ كأنَّها ... شموسٌ تذبُّ القائدين وتضرحُ

إذا ما ترامى الغليُ في حجراتِها ... ترى الزَّوْرَ في أرجائها يترجَّحُ

ألمْ ينهَ عنّي أنْ لستُ ظالماً ... بريئاً وأنّي للمتاحينَ متيحُ

فمنهمْ رميٌّ قد أصيبَ فؤادهُ ... وآخرُ لاقى صكَّةً فمرنَّحُ

بني مالكٍ أمسَى الفرزدقُ جاحراً ... سكيتاً وبذَّتهْ خناذيذُ قرَّحُ

لقدْ أحرزَ الغاياتِ قبلَ مجاشعٍ ... فوارسُ غرٌّ وابنُ شعرةَ يكدَحُ

وما زالَ منّا سابقٌ قدْ علمتمُ ... يقلّدُ قبلَ السّابقينَ ويمدحُ

علتكَ أواذيٌّ من البحرِ فاقتبضْ ... بكفَّيكَ فانظرْ أيَّ لجَّيْهِ تقدَحُ

لقومِيَ أوفَى ذمَّةً منْ مجاشعٍ ... وخيرٌ إذا شلَّ السَّوامُ المصبَّحُ

تخفُّ موازينُ الخناثي مجاشعٍ ... ويثقلُ ميزانِي عليهمْ فيرجحُ

فخرتُ بقيسٍ وافتخرتَ بتغلِبٍ ... فسوفَ ترى أيُّ الفريقينِ أربَحُ

فأمّا النَّصارَى العابدونَ صليبهُمْ ... فخابُوا وأمّا المسلمونَ فأفلحُوا

ألمْ يأتهمْ أنَّ الأخيطلَ قد هوىَ ... وطوَّحَ في مهواةِ قومٍ فطوَّحُوا

تداركَ مسعاةَ الأخيطلِ لؤمُهُ ... وظهرٌ كظهرِ القاسطِيّةِ أفطحُ

لنا كلَّ عامٍ جزيةٌ تتَّقي بها ... عليكَ وما تلقَى من الذُّلِّ أترَحُ

ومازالَ ممنوعاً لقيسٍ وخندفٍ ... حمىً تتوطّاهُ الخنازيرُ أفيحُ

إذا أخذتْ قيسٌ عليكَ وخندفٌ ... بأقطارِها لم تدرِ من أينَ تسرَحُ

فما لكَ من نجدٍ حصاةٌ تعدُّها ... ومالكَ في غوريْ تهامةَ أبطحُ

لقدْ سلَّ أسيافُ الهذيلِ عليكمُ ... رقاقُ النّواحي ليسَ فيهنَّ مصفحُ

وخاضتْ حجولُ الوردِ بالمرجِ منكمُ ... دماءً وأفواهُ الخنازيرِ كلَّحُ

لقيتُمْ بأيدي عامرٍ مشرفيَّةً ... تغضُّ بهامِ الدّارعينَ وتجرحُ

بمعتركٍ تهوي لوقعِ ظباتِها ... خذاريفُ هامٍ أم معاصمُ تطرَحُ

سما لكمْ الجحافُ بالخيلِ عنوَةً ... وأنتَ بشطِّ الزّابيينِ تنوَّحُ

عليهمْ مفاضاتُ الحديدِ كأنّها ... أضّا يومَ دجنٍ في أجاليدَ صحصحُ

<<  <   >  >>