للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقلنَ إذا ما حلَّ دينكَ عندَنا ... وخيرُ الذي يقضي من الدَّينِ عاجلهْ

لكَ الخيرُ لا نقضيكَ إلاَّ نسيئةً ... من الدَّينِ أو عرضاً فهلْ أنتَ قابلهْ

أمنْ ذكرِ ليلى والرُّسومِ التي خلتْ ... بنعفِ المنقّى راجعَ القلبَ خابلُهْ

عشيَّةَ بعنا الحلمَ بالجهلِ وانتحَى ... بنا أريحيّاتُ الصّبا وشمائلُهْ

وذلكَ يومٌ خيرهُ دونَ شرِّهِ ... تغيَّبَ واشيهِ وأقصرَ عاذلُهْ

وخرقٍ من الموماةِ أزور لا تُرى ... من البعدِ إلا بعدَ خمسٍ مناهلُهْ

قطعتُ بشجعاءِ الفؤادِ نجيبةٍ ... مروحٍ إذا ما النِّسعُ غرّزَ فاضلهْ

وقدْ قلَّصتْ عن منزلٍ غادرتْ بهِ ... من اللّيلِ جوناً لم تفرَجْ غياطلُهْ

وأجلادَ مضعوفٍ كأنَّ عظامَهُ ... عروقُ الرّخامى لم تشدَّدْ مفاصلهْ

ويدمَى أظلاَّها على كلِّ حرَّةٍ ... إذا استعرضتْ منها حزيزاً مناقلهْ

أنخنا فسبَّحنا ونوّرتِ السُّرَى ... بأعرافِ وردِ اللّونِ بلقٍ شواكلهْ

وأنصبُ وجهِي للسَّمومِ ودونَهُ ... شماطيطُ عرضيِّ تطيرُ رعابلُهْ

لنا إبلٌ لم تستجرْ غيرَ قومِها ... وغيرَ القنا صمّاً تهزُّ عواملهْ

رعتْ منبتَ الضمرانِ من سبلِ المعا ... إلى صلبِ أعيارٍ ترنُّ مساحلهْ

سقتْها الثُّريّا ديمةً واستقتْ بها ... غروبُ سماكيٍّ تهلَّلَ وابلهْ

ترى لحبيّيهِ رباباً كأنَّهُ غوادِي ... نعامٍ ينفضُ الزّفّ جافلهْ

تراعي مطافيلَ المها ويروعها ... ذبابُ النّدى تغريدهُ وصواهلُهْ

إذا حاولَ النّاسُ الشُّؤونَ وغادروا ... زلازلَ أمرٍ لم ترُعها زلازلُهْ

تبيحُ لنا عمروٌ وحنظلةُ الحمى ... ويدفعُ ركنُ الفزرِ عنها وكاهلُهْ

بني مالكٍ وكانَ للقومِ معقلاً ... إذا نظرَ المكروبُ أينَ معاقلُهْ

بذي نجبٍ ذُدنا وآكلَ مالكٌ ... أخاً لمْ يكنْ عندَ الطّعانِ يواكلهْ

أقمنا بما بينَ الشّرّبةِ فالملا ... يغنّي ابنَ ذي الجدَّينِ فينا سلاسلهْ

ونحنُ صبحنا الموتَ بشراً ورهطهُ ... صراحاً وجادَ ابني هجيمةَ وابُلهْ

ألا تسألونَ النّاسَ من ينهلُ القَنا ... ومنْ يمنعُ الثَّغرَ المخوفَ تلاتلُهْ

لنا كلُّ مشبوبٍ يروَّى بكفِّهِ ... جناحا سنانٍ ديلمِّيٍّ وعاملُهْ

يقلّصُ بالفضلينِ فضلِ مفاضةٍ ... وفضلِ نجادٍ لمْ تقطَّعْ حمائلُهْ

وعمّي رئيسُ الدّهمِ يومَ قراقرٍ ... فكان لنا مرباعهُ ونوافلُهْ

وكانَ لنا خرجٌ مقيمٌ عليهمِ ... وأسلابُ جبّارِ الملوكِ وجامِلُهْ

ودهمٍ كجنحُ اللّيلِ زرنا به العدَى ... لهُ عثيرٌ ممّا تثيرُ قنابلُهْ

إذا سوَّموا لم تمنعِ الأرضُ منهمُ ... حريداً ولم تحرزْ حريزاً معاقلُهْ

نحوطُ الحمَى والخيلُ عاديةٌ بنا ... كما ضربتْ في يوم طلٍّ أجادِلُهْ

أغرَّكَ أنْ قيلَ الفرزدقُ مرّةً ... وذو السَّنِّ يخصى بعدما شقَّ بازلُهْ

فإنَّكَ قدْ جاريتَ لا متكلّفاً ... ولا شنجاً يومَ الرِّهانِ أباجلُهْ

أنا البدرُ يغشَى طرفَ عينيكَ فالتمسْ ... بكفِّكَ يا ابنَ القينِ من أنتَ نائلهْ

لبستُ أداتِي والفرزدقُ لعبةٌ ... عليهِ وشاحا كرَّجٍ وخلاخلُهْ

أعدُّوا مع الحليٍ الملابَ فإنَّما ... جريرٌ لكمْ بعلٌ وأنتمْ حلائلُهْ

وأعطُوا كما أعطتْ عوان حليلَها ... أقرَّتْ لبعلٍ بعدَ بعلٍ تراسلُهْ

أنا الدّهرُ يفنِي الموتَ والموتُ خالدٌ ... فجئني بمثلِ الدَّهرِ شيئاً يطاولُهْ

أمنْ سفهِ الأحلامِ جاؤوا بقردهمْ ... إليَّ وما قردٌ لقرمٍ يصاولهْ

تغمَّدهُ آذيُّ بحري فغمَّهُ ... وألقاهُ في الحوتِ فالحوتُ آكلهْ

فإنْ كنتَ يا ابنَ القينِ رائمَ عزّنا ... فرمْ حضناً فانظر متى أنتَ ناقلهْ

بنى الخطفى حتَّى رضينا بما بنى ... فهل أنت إنْ لم يرضكَ القينُ قاتلُهْ

بنينا بناءً لن تنالوا فروعهُ ... وهدَّمَ أعلى ما بنيتمْ أسافلهْ

وما بكَ ردٌّ للأوابدِ بعدَما ... سبقنَ كسبقِ السيفِ ما قالَ عاذلُهْ

<<  <   >  >>