للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ستلقَى ذباباً طائفاً كانَ يتَّقَى ... ويقطعُ أضعافَ المنونِ أخائلُهْ

وما هجمَ الأقوامُ بيتاً ببيتهمْ ... ولا القينُ عن دارِ المذلَّةِ ناقلهْ

وما نحنُ أعطينا أسيدةَ حكمَها ... لعانٍ أعضَّتْ في الحديدِ سلاسلُهْ

ولسنا بذبحِ الجيشِ يومَ أوارَةٍ ... ولمْ يستبحنا عامرٌ وقبائلُهْ

عرفتمْ بني عبسٍ عشيَّةَ أقرنٍ ... فخلِّيَ للجيشِ اللّواءُ وحاملُهْ

وعمرانُ يومَ الأقرعينِ كأنَّما ... أناخَ بذي قرطينِ خرسٍ جلاجلُهْ

ولم يبقَ في سيفِ الفرزدقِ محملٌ ... وفي سيفِ ذكوانِ بن عمروٍ حمائلُهْ

هو القينُ يدنِي الكيرَ من صدإ استهِ ... ويعرفُ مسَّ الكلبتينِ أناملُهْ

ويرضعُ من لاقى وإن يلقَ مقعداً ... يقودُ بأعمى فالفرزدقُ سائلهْ

إذا وضعَ السّربالَ قالتْ مجاشعٌ ... له منكبا حوضِ الحمارِ وكاهلُهْ

وأنت ابن منخوبيّةٍ منْ مجاشعٍ ... تخضخضُ من ماء القيونِ مفاصلُهْ

على حفرِ السّيدانِ لاقيتَ خزيةً ... ويومَ الرَّحا لمْ ينقِ ثوبكَ غاسلُهْ

وقدْ نوَّختْها منقرٌ قد علمتُمُ ... بمعتلجِ الدّأيينِ شعرٌ كلاكلُهْ

يفرّجُ عمرانُ بن مرّةَ كينها ... وينزو نزاءَ العيرِ أعلقَ حابلُهْ

أصعصعَ ما بالُ ادّعائكَ غالباً ... وقدْ عرفتْ عيني جبيرٍ قبائلهْ

أصعصعَ أينَ السَّيفُ عن متشمّسٍ ... غيورٍ أربَّتْ بالقيونِ حلائلُهْ

وتزعمُ ليلى من جبيرٍ بريئةٌ ... وقدْ ضهلتْ في رحمِ ليلى ضواهلهْ

وزاولَ فيها القينُ محبوكةَ القفا ... كما زاولَ الكردوسَ في القدرِ ناشلهْ

أحارثُ خذْ من شئتَ منّا ومنهمْ ... ودعنا نقسْ مجداً تعدُّ فواضلهْ

فما في كتابِ اللهِ تهديمُ دارِنا ... بتهديمِ ماخورٍ خبيثٍ مداخلُهْ

وفي مخدعٍ منهُ نوارُ وشربُها ... وفي مخدعٍ وأكيارُهُ ومراجلُهْ

يميل به شربُ الحوانيتِ رائحاً ... إذا حرّكتْ أوتارَ صنجٍ أناملُهْ

ولستَ بذي درءٍ ولا ذي أرومَةٍ ... وما تعطَ من ضيمٍ فإنَّكَ قابلُهْ

جزعتمْ إلى صنّاجةٍ هرويّةٍ ... على حينِ لا يأتي مع الجدِّ باطلهْ

إذا صقلُوا سيفاً ضربنا بنصلِهِ ... وعادَ إلينا جفنهُ وحمائلُهْ

وقال جرير للبعيث وللفرزدق:

ذكرتَ وصالَ البيضِ والشَّيبُ شائعُ ... ودارُ الصّبا من عهدهنَّ بلاقعُ

أشتَّتْ عمادَ البينِ واختلفَ الهوَى ... ليقطعَ ما بينَ القرينينِ قاطعُ

لعلّكَ يوماً أن تساعفكَ الهوَى ... فيجمعَ شعبي طيّةٍ لكَ جامعُ

أخالدُ ما من حاجةٍ ينبري لنا ... بذكراكِ إلاَّ ارفضَّ منّي المدامعُ

وأقرضتُ ليلى الودَّ ثمَّتَ لم تردْ ... لتجزيَ قرضِي والقروضُ ودائعُ

سمتْ لكَ منها حاجةٌ يومَ ثهمَدٍ ... ومذعا وأعناقُ المطِيّ خواضعُ

يسمنَ كما سامَ المنيحانِ أقدُحاً ... نحاهنَّ من شيبانَ سمحٌ مخالعُ

فهلاَّ اثقيت الله إذا رعت محرماً ... سرى ثم ألقى رحله فهو هاجعُ

ومن دونِهِ تيهٌ كأنَّ شخاصَها ... يحلنَ بأمثالٍ فهنَّ شوافعُ

تحنُّ قلوصي بعدَ هدءٍ وشاقَها ... وميضٌ على ذاتِ السَّلاسلِ لامعُ

فقلتُ لها حنّي رويداً فإنَّني ... إلى أهلِ نجدٍ من تهامةَ نازعُ

تفيّضُ فراها بجونٍ كأنَّهُ ... كحيلٌ جرى من قنفذ اللّيتِ نابعُ

ألا حييّا الأعرافَ من منبتِ الغضا ... وحيثُ حبا حولَ الصَّريفِ الأجارعُ

سلمتَ وجادتكَ الغيوثُ الرّوابعُ ... فإنَّكَ وادٍ للأحبَّةِ جامعُ

أتنسينَ ما نسرِي لحبِّ لقائكمْ ... وتهجيرنا والبيدُ غبرٌ خواضعُ

أتنسينَ ما نسري لحبِّ لقائكمْ ... وتهجيرَنا والبيدُ غبرٌ خواضعُ

بني القين لاقيتمْ شجاعاً بهضبةٍ ... ربيبَ جبالٍ تتَّقيهِ الأشاجعُ

ولمّا رأيتُ النّاسَ هرّتْ كلابهُمْ ... تشيّعتُ إذْ لم يحمِ إلاَّ المشايعُ

وجهّزتُ في الأفاقِ كلَّ قصيدَةٍ ... شرودٍ ورودٍ كلَّ ركبٍ تنازعُ

يجزنَ إلى نجرانَ من كانَ دونَهُ ... ويظهرنَ في نجدٍ وهنَّ صوادعُ

<<  <   >  >>