للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي مالكٌ للجارِ لمّا تحدَّبتْ ... عليهِ الذّرى من وائلٍ والغلاصمِ

ألا إنَّما كانَ الفرزدقُ ثعلباً ... ضغا وهو في أشداقِ ليثٍ ضبارِمِ

لقدْ ولدتْ أمُّ الفرزدقِ فاسقاً ... وجاءتْ بوزوازٍ قصيرِ القوائمِ

جريتَ بعرقٍ من قفيرةَ مقرفٍ ... وكبوةِ عرقٍ في شظىً غيرِ سالمِ

إذا قيلَ منْ أم الفرزدقِ بيّنتْ ... قفيرةُ منهُ في القفا واللهازمِ

قفيرةُ من قنٍّ لسلمَى بن جندَلٍ ... أبوكَ ابنُها وابنُ الإماءِ الخوادمِ

وأورثكَ القينُ العلاةَ ومرجلاً ... وأطلاحَ أخراتِ الفؤوسِ الكرازِمِ

وأرثنا آباؤُنا مشرفيَّةً ... تميتُ بأيدينا فروخَ الجماجمِ

أيحلمُ بالقتلَى هبيرُ بنُ ضمضمٍ ... إذا نمتَ أيرٌ في استِ أمّ الضَّماضمِ

وقال جرير يرد على الفرزدق، ويهجو الزبرقان بن بدر، وبني طهيّة:

تعلّلنا أمامةُ بالعداتِ ... وما يشفِي القلوبَ الصَّادياتِ

فلولا حبّها وإلهِ موسى ... لودَّعتُ الصِّبا والغانياتِ

وما صبري عن الذلفاء إلاَّ ... كصبرِ الحوتِ عن ماء الفراتِ

إذا رضيتْ رضيتُ وتعتريني ... إذا غضبتْ كهيضاتِ السُّباتِ

رجوتمْ يا بني وقبانَ موتِي ... وأرجوا أنْ تطولَ لكمْ حياتِي

إذا اجتمعُوا علّي فخلِّ عنهُمْ ... وعن بازٍ يصكُّ حبارياتِ

إذا طربَ الحمامُ حمامُ نجدٍ ... نعى جارَ الأقارع والحتاتِ

إذا ما اللّيلُ هاجَ صدىً حزيناً ... بكى جزعاً عليهِ إلى الممّاتِ

أتفخرُ بالمحمَّمِ قينُ ليلَى ... وبالكيرِ الموقَّعِ والعلاتِ

وأمُّكُمُ قفيرةُ ربَّبتكُمْ ... بدارِ اللُّؤمِ في دمنِ النَّباتِ

غدرتُمْ بالزُّبيرِ وخنتُموه ... فما ترجُوا طهيَّةُ من ثباتِ

ألمْ يكُ ذو الشَّداةِ يخافُ منِّي ... فما ترجُو طهيَّةُ من شذاتِي

كرامُ الحيِّ إنْ شهدُوا كفونِي ... وإنْ وصيتُهُمْ حفظُوا وصاتِي

وحانَ بنُو قفيرةَ إذ أتونِي ... بقينٍ مدمنٍ قرعَ العلاتِ

تركتُ القينَ أطوعَ من خصيٍّ ... ذلولٍ في خزامتهِ مؤاتِ

أبا لقينينِ والنَّخباتِ ترجُو ... ليربوعٍ شقاشقَ باذخاتِ

همُ حبسوا بذي نجبٍ حفاظاً ... وهمْ زادُوا الخميسَ بوارداتِ

وترفعنا عليكَ إذا افتخرنا ... ليربوعٍ بواذخُ شامخاتِ

وهم سلبُوا الجبابرَ تاجَ ملكٍ ... بطخفةَ عندَ معتركِ الكماتِ

فقدْ غرقَ الفرزدقُ إذ علتْهُ ... غواربُ يلتطمنَ من الفُراتِ

رأيتكَ يا فرزدقُ وسطَ سعدٍ ... إذا بيّتَّ بئسَ أخو البياتِ

وهلْ لاقيتَ ويلكَ من كريمٍ ... ينامُ كما تنامُ عن التراتِ

نسيتمْ عقرَ جعثنَ واحتبيتمْ ... ألا تبّاً لفخركَ بالحباتِ

وقدْ دميتْ مواقعُ ركبتيها ... من الأبراكِ ليسَ من الصَّلاتِ

تبيتُ الليلَ تسلقُ إسكتاها ... كدأبِ التركِ تلعبُ باكراتِ

وحطّ المنقريَّ بها فخرَّتْ ... على أمِّ القفا واللّيلُ عاتِ

تنادي غالباً وبنِي عقالٍ ... لقدْ أخزيتَ قومكَ في النَّداتِ

وجدنا نسوةً لبنِي عقالٍ ... بدارِ الخزي أغراضَ الرُّماتِ

غوانٍ هنَّ أخبثُ من حميرٍ ... وأمجنُ من نساءٍ مشرِكاتِ

وسوداءِ المجرَّدِ من عقالٍ ... تبايعُ من دنا خذ ذا وهاتِ

وأنتمْ تنفرونَ الزّبرقانِ أحقَّ عيرٍ ... برميسٍ إذْ تعرَّضَ للرُّماتِ

تضمَّنَ ما أضعتَ بنو قريعٍ ... لجاركَ أن تموتَ من الخفاتِ

تدلَّى يا ابنَ مرَّةَ قد علمتمْ ... تدلٍّ وهو ينهزُ بالدَّلاتِ

وقال جرير يهجو غسانَ بن دهبلٍ السَّليطيَّ:

ألا بكرتْ سلمَى فجدَّ بكورُها ... وشقَّ العصا اجتماعٍ أميرُها

إذا نحنُ قلنا قدْ تباينتِ النّوى ... ترقرقُ سلمَى عبرةً أو تميرُها

لها قصبٌ ريّانُ قد شجيتْ به ... خلاخلُ سلمَى المصمتاتُ وسورُها

إذا نحنُ لم نملكْ لسلمَى زيارَةً ... نفسنا جدى سلمَى على من يزورُها

فهلْ تبلغنّي الحاجَ مضبورةَ القرَى ... بطيءٌ بمورِ النَّاعجاتِ فتورُها

<<  <   >  >>