للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قتلَ الأجاربُ يا فرزدقُ جاركمْ ... فكلوا مزاودَ جاركمْ فتمتعوا

أحبارياتِ شقائقٍ موليةٍ ... بالصيفِّ صعصعهنَّ بازٍ أسفعُ

لوْ حلَّ جاركمُ إليَّ منعتهُ ... بالخيلِ تنحطُ والقنا يتزعزعُ

لحمى فوارسُ يحسرونَ درعهمْ ... خلفَ المرافقِ حينَ تدمى الأذرعُ

فاسألْ معاقلَ بالمدينةِ عندهمْ ... نورُ الحكومةِ والقضاءُ المقنعُ

منْ كانَ يذكرُ ما يقالُ ضحى غدٍ ... عندَ الأسنةِ والنفوسُ تطلعُ

كذبَ الفرزدقُ إنَّ قومي قبلهمْ ... ذادوا العدوَّ عنِ الحمى واستوسعوا

منعوا الثغورَ بعارضٍ ذي كوكبٍ ... لولاَ تقدمنا لضاقَ المطلعُ

إنَّ الفوارسَ يا فرزدقُ قدْ حموا ... حسباً أشمَّ ونبعةً لا تقطعُ

عمداً عمدتُ لما يسوءُ مجاشعاً ... وأقولُ ما علمتْ تميمٌ فاسمعوا

لا تتبعُ النخباتُ يومَ عظيمةٍ ... بلغتْ عزائمهُ ولكنْ تتبعُ

هلاَّ سألتَ بني تميمٍ أينا ... يحمي الذمارَ ويستجارُ فيمنعُ

منْ كانَ يستلبُ الجبابرَ تاجهمْ ... ويضرُّ إذْ رفعَ الحديثُ وينفعُ

الفايشونَ ولمْ تزنْ أيامهمْ ... أيامنا ولنا اليفاعُ الأرفعُ

منا فوارسُ قدْ علمتَ ورائسٌ ... تهدي قنابلهُ عقابٌ تلمعُ

ولنا عليكَ إذا الجباةُ تفارطوا ... جابٍ لهُ مددٌ وحوضٌ مترعُ

هلاَّ عددتَ فوارساً كفوارسي ... يومَ ابن كبشةَ في الحديدِ مقنعُ

خضبوا الأسنةَ والأعنةَ إنهمْ ... نالوا مكارمَ لمْ ينلها تبعُ

وابنَ الربابِ بذاتِ كهفٍ قارعوا ... إذْ فضَّ بيضتهُ حسامٌ مصدعُ

واستنزلوا حسانَ وابنيْ منذرٍ ... أيامَ طخفةَ والسروجُ تقعقعُ

تلكَ المكارمُ لمْ تجدْ أيامها ... لمجاشعٍ فقفوا ثعالةَ فارضعوا

لا تظمأونَ وفي نحيحٍ عمكمْ ... مروى وعندَ بني سويدٍ مشبعُ

نزفَ العروقَ إذا رضعتمْ عمكمْ ... أنفٌ بهِ خثمٌ ولحيٌ مقنعُ

قتلَ الخيارَ بنو المهلبِ عنوةً ... فخذوا القلائدَ بعدهُ وتقنعوا

وطئَ الخيارُ ولا تخافُ مجاشعٌ ... حتى تحطمَ في حشاهُ الأضلعُ

ودعا الخيارُ بني عقالٍ دعوةٌ ... جزعاً وليسَ إلى عقالٍ مجزعُ

لوْ كانَ فاعترفوا وكيعٌ منكمُ ... فزعتْ عمانُ فما لكمْ لمْ تفزعوا

هتفَ الخيارُ غداةَ أدركَ روحهُ ... بمجاشعٍ وأخو حتاتٍ يسمعُ

لا يفزعنَّ بنو المهلبِ إنهُ ... لا يدركُ الترةَ الذليلُ الأخضعُ

هذا كما تركوا مزاداً مسلماً ... فكأنما ذبحَ الخروفُ الأبقعُ

زعمَ الفرزدقُ أنْ سيقتلُ مربعاً ... فابشرْ بطولِ سلامةٍ يا مربعُ

إنَّ الفرزدقَ قدْ تبينَ لؤمهُ ... حيثُ التقتْ حششاؤهُ والأخدعُ

وزعمتَ أمكمُ حصاناً حرةً ... كذباً قفيرةُ أمكمْ والقوبعُ

وبنو قفيرةَ قدْ أجابوا نهشلاً ... باسمْ العبودةِ قبلَ أنْ يتضعضعوا

هذي الصحيفةُ منْ قفيرةَ فاقرؤوا ... عنوانها وبشرِّ طينٍ تطبعُ

كانتْ قفيرةُ بالقعودِ مربةً ... تبكي إذا أخذَ الفصيلَ الروبعُ

تلقى نساءَ مجاشعٍ منْ ريحهمْ ... مرضى وهنَّ إلى جبيرٍ نزعُ

ليلى التي زفرتْ وقالتْ حبذا ... عرقُ القيانةِ منْ جبيرٍ ينبعُ

كلُّ الذي عيرتمُ أنْ قلتمُ ... هذا لعمرُ أبيكَ قينٌ مولعُ

بئسَ الفوارسُ يا نوارُ مجاشعٌ ... خوراً إذا أكلوا خزيراً ضفدعوا

يغدونَ قدْ نفخَ الخزيرُ بطونهمْ ... رغداً وضيفُ بني عقالٍ يخفعُ

أينَ الذينَ بسيفِ عمرو قتلوا ... أمْ أينَ أسعدُ فيكمُ المسترضعُ

جربتمُ عمراً فلما استوقدتْ ... نارُ الحروبِ بغربٍ لمْ تمنعوا

وبأبرقي لحيانَ لاقوا خزيةً ... تلكَ المذلةُ والرقابُ الخضعُ

خورٌ لهمْ زبدٌ إذا ما استأمنوا ... وإذا تتابعَ في الزمانِ الأمرعُ

هلْ تعرفونَ على ثنيةِ أقرنٍ ... أنسَ الفوارسِ يومَ شلَّ الأسلعُ

وزعمتَ ويلَ أبيكَ أنَّ مجاشعاً ... لوْ يسمعونَ دعاءَ عمرٍو ورعوا

لمْ يخفَ غدركمُ بغورِ تهامةٍ ... ومجرُّ جعثنَ والسماعُ الأشنعُ

<<  <   >  >>