للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جباناً ولمْ يعقدْ بسيفٍ حمالةً ... ولكنْ عصامُ القربتينِ حمائلهْ

يظلَّ إليهِ الجحشُ ينهقُ إنْ علتْ ... لهُ الريحُ منْ عرفانِ ما لا يزايلهْ

لهُ عانةٌ أعفاؤها آلفاتهُ ... حمولتهُ منها ومنها حلائلهْ

موقعةٌ أكتافها منْ ركوبهِ ... وتعرفُ بالكاذاتِ منها منازلهْ

ألا تدعي إنْ كانَ قومكَ لمْ تجدْ ... كريماً لهمْ إلاَّ لئيماً أوائلهْ

لهمْ يومُ بأسٍ أو أباً يحمدونهُ ... كريماً وهلْ يجري معَ الحقِّ باطلهْ

فيحمدُ ما فيهمْ وإنْ كنتَ كاذباً ... فيسمعهُ يا بنَ المراغةِ جاهلهْ

ولكنْ تدعى من سواهمْ إذا رمى ... إلى الغرضِ الأقصى البعيدِ مناضلهْ

فيعلمُ أنْ لوْ قلتَ خيراً عليهمِ ... كذبتْ وأخزاكَ الذي أنتَ قائلهْ

تعاطَ مكانَ النجمِ إنْ كنتَ طالباً ... بني دارمٍ فانظرْ متى أنتَ نائلهْ

ألمْ تكُ مما يوعدُ الناسُ أنْ ترى ... كليباً يغني بابنِ ليلى يناضلهْ

بني مالكٍ ما منْ أبٍ تعلمونهُ ... لكمْ دونَ أعراقِ الترابِ نعادلهْ

عجبتُ إلى خلقِ الكليبيِّ علقتْ ... يداهُ ولمْ يشتدَّ قبضاً أناملهْ

وقال جرير يجيب الفرزدق:

منا الذي اختيرَ الرجالَ سماحةً ... وخيراً إذا هبَّ الرياحُ الزعازعُ

ومنا الذي أعطى الرسولُ عطيةً ... أسارى تميمٍ والعيونُ دوامعُ

ومنا الذي يعطي المئينَ ويشتري ال ... غوالي ويعلو فضلهُ منْ يدافعُ

ومنا خطيبٌ لا يعابُ وحاملٌ ... أغرُّ إذا التفتْ عليهِ المجامعُ

ومنا الذي أحيى الوئيدَ وغالبٌ ... وعمروٌ ومنا حاجبٌ والأقارعُ

ومنا غداةَ الروعِ فتيانُ غارةٍ ... إذا متعتْ تحتَ الزجاجِ الأشاجعُ

ومنا الذي قادَ الجيادَ على الوجى ... لنجرانَ حتى صبحتها النزائعُ

أولئكَ أبائي فجئني بمثلهمْ ... إذا جمعتنا يا جريرُ المجامعُ

نموني فأشرفتُ العلايةَ فوقكمْ ... بحورٌ ومنا حاملونَ ودافعُ

بهمْ أعتلي ما حملتني مجاشعٌ ... وأصرعُ أقراني الذينَ أصارعُ

فيا عجب حتى كليبٌ تسبني ... كأنَّ أباها نهشلٌ أوْ مجاشعُ

أتفخرُ أنْ دقتْ كليبٌ بنهشلٍ ... وما منْ كليبٍ نهشلٌ والربائعُ

ولكنْ هما عماي منْ آلِ مالكٍ ... فأقعِ فقدْ سدتْ عليكَ المطالعُ

فإنكَ إلا ما اعتصمتَ بنهشلٍ ... لمستضعفٌ يا بنَ المراغةِ ضائعُ

إذا أنتَ يا بنَ الكلبِ ألقتكَ نهشلٌ ... ولمْ تكُ في حلفٍ فما أنتَ صانعُ

ألا تسألونَ الناسَ عنا وعنكمُ ... إذا عظمتْ عندَ الأمورِ الصنائعُ

تعالوا نعدْ ويعلمُ الناسُ أننا ... لصاحبهِ في أولِ الدهرِ تابعُ

وأيُّ القبيلينِ الذي في بيوتهمْ ... عظامُ المساعي واللهى والدسائعُ

وأينَ تقضي المالكانِ أمورها ... بحقٍّ وأينَ الخافقاتُ اللوامعُ

وأينَ الوجوهُ الواضحاتُ عشيةً ... على البابِ والأيدي الطوالُ النوافعُ

تنحَّ عنِ البطحاءِ إنَّ قديمها ... لنا والجبالُ الراسياتُ الفوارعُ

أخذنا بآفاقِ السماءِ عليكمُ ... لنا قمراها والنجومُ الطوالعُ

لنا مقرمٌ يعلو القرومَ هديره ... ترى كلَّ فحلٍ دونهُ متواضعُ

هوى الخطفى لما اختطفتُ دماغهُ ... كما اختطفَ البازي الخشاشَ المقارعُ

أتعدلُ أحساباً لئاماً أدقةً ... بأحسابنا إني إلى اللهِ راجعُ

وكنا إذا الجبارُ صعرَ خدهُ ... ضربناهُ حتى تستقيمَ الأخادعُ

ونحنُ جعلنا لابنِ طيبةَ حكمهُ ... منَ الرمحِ إذ نقعُ السنابكِ ساطعُ

وكلُّ فطيمٍ ينتهي لفطامهِ ... وكلُّ كليبيٍّ وإنْ شابَ راضعُ

تزيدَ يربوعٌ بهمْ في عديدهمْ ... كما زيدَ في عرضِ الأديمِ الأكارعُ

إذا قيلَ أيُّ الناسِ شرٌّ قبيلةٌ ... أشارتْ كليباً بالأكفِ الأصابعُ

ولمْ تمنعوا يومَ الهذيلِ بناتكمْ ... بني الكلبِ والحامي الحقيقةِ مانعُ

غداةَ أتتْ خيلُ الهذيلِ وراءكمْ ... وسدتْ عليكمْ منْ إرابَ المطالعُ

همُ قارعوكمْ عنْ فروجِ بناتكمْ ... ضحىً بالعوالي والعوالي شوارعُ

<<  <   >  >>