للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فبتنَ بطوناً للعضاريطِ بعدما ... طعنَّ بأيديهنَّ والنقعُ ساطعُ

إليكمْ فلمْ تستنزلوا مردفاتكمْ ... ولمْ تلحقوا إذْ جردَ السيفَ لامعُ

يحصنُ عنهنَّ الهذيلُ فراشهُ ... وهنَّ لخدامِ الهذيلِ براذعُ

إذا حركوا أعجازها صوتتْ لهمْ ... مفركةٌ أعجازهنَّ المواقعُ

بكينَ إليكمْ والرماحُ كأنها ... معَ القوم أشطانُ الجرورِ النوازعُ

فأيَّ لحاقٍ تنظرونَ وقدْ أتى ... على أمل الدهنا النساءُ الرواضعُ

وهنَّ ردافى يلتفتنَ إليكمُ ... لأسوقها خلفَ الرجالِ قعاقعُ

بعيطٍ إذا مالتْ بهنَّ حميلةٌ ... مرى عبراتِ الشوقِ منها المدامعُ

تخقُّ الكليبياتُ تحتَ رجالهمْ ... كما خقَّ في جوفِ الصراةِ الضفادعُ

فجئنَ بأولادِ النصارى إليكمُ ... حبالى وفي أعناقهنَّ المدارعُ

ترى للكليبياتِ وسطَ بيوتهمْ ... وجوهَ إماءٍ لمْ تصنها البراقعُ

كأنَّ كليباً حينَ تشهدُ محفلاً ... حلاقةُ إستٍ جمعتها الأصابع

وقال الفرزدق يرد على جرير:

أتنسى بنو سعدٍ جدودَ التي بها ... خذلتمْ بني سعدٍ على شرِّ مخذلِ

عشيةَ وليتمْ كأنَّ سيوفكمْ ... ذآنينُ في أعناقكمْ لمْ تسللِ

وشيبانُ حولَ الحوفزانِ بوائلٍ ... منيخاً بجيشٍ ذي زوائدَ جحفلِ

دعوا يالَ سعدٍ أو دعوا يالَ وائلٍ ... وقدْ سلَّ منْ أغمادهِ كلُّ منصلِ

قبيلينِ عندَ المحصناتِ تصاولا ... تصاولَ أعناقِ المصاعبِ منْ علِ

عصوا بالسيوفِ المشرفيةِ فيهمِ ... غيارى وألقوا كلَّ جفنٍ ومحملِ

عليهنَّ أسيافٌ حدادٌ ظباتها ... ومنْ آلِ سعدٍ دعوةٌ لمْ تهللِ

دعونَ ولمْ يدرينَ منْ همْ لأنهمْ ... بكينَ وما يخفينَ ساقاً لمجتلي

لعلك منْ في قاصعائكَ واجدٌ ... أباً مثلَ عبدِ اللهِ أوْ مثلَ نهشلِ

وآلَ أبي سودٍ وعوفَ بنَ مالكٍ ... إذا جاءَ يومٌ بأسهُ غيرُ منجلي

ومتخذٌ منا أباً مثلَ غالبٍ ... وكانَ أبي يأتي المساكينَ منْ علِ

وأصيدَ ذي تاجٍ صدعنا جبينهُ ... بأسيافنا والنقعُ لمْ يتزيلِ

ترى خرزاتِ الملكِ فوقَ جبينهِ ... صؤولٌ شبا أنيابهِ لمْ تفللِ

وما كانَ منْ آريِّ خيلٍ أمامكمْ ... ولا محتبٍ عندَ الملوكِ مبجلِ

ولا اتبعتكمْ يومَ ظعنٍ فلاؤها ... ولا زجرتْ فيكمْ فحالتها هلِ

ولكنَّ أعفاءً على إثرِ عانةٍ ... عليهنَّ أنحاءُ السلاءِ المعدلِ

بناتِ ابنِ مرقومِ الذارعينِ لمْ يكنْ ... ليذعرَ منْ صوتِ اللجامِ المصلصلِ

أرى الليلَ يجلوهُ النهارُ ولا أرى ... عظامَ المخازي عنْ عطيةَ تنجلي

أمنْ جزعٍ إنْ لمَّ يكنْ مثلَ غالبٍ ... أبوكَ الذي يمشي بربقٍ موصلِ

ظللتَ تصادي عنْ عطيةَ قائماً ... لتضربَ أعلى رأسهِ غيرَ مؤتلِ

لكَ الويلُ لا تقتلْ عطيةَ إنهُ ... أبوكَ ولكنْ غيرهُ فتبدلِ

وبادلْ بهِ منْ قومِ بضعةَ مثلهُ ... أباً شرَّ ذي نعلينِ أوْ غير منعلِ

فإنْ همْ أبوا أنْ يقبلوهُ ولمْ تجدْ ... فراقاً لهُ إلاَّ الذي رمتَ فافعلِ

فإنْ تهجُ آلَ الزبرقانِ فإنما ... هجوتَ الطوالَ الشمَّ منْ هضبِ يذبلِ

وقدْ ينبحُ الكلبُ النجومَ ودونها ... فراسخُ تنضي العينَ للمتأملِ

فما ثمَّ في سعدٍ ولا آلِ مالكٍ ... غلامٌ إذا ما قيلَ لمْ يتبهدلِ

لهمْ وهبَ النعمانُ برديْ محرقٍ ... بمجدٍ معدٍّ والعديدِ المحصلِ

وهمْ لرسولِ اللهِ أوفى مجيرهم ... وعموا بفضلٍ يومَ يسرٍ محللِ

وقال الفرزدق يهجو جريراً ويعرض بالبعيث:

ودَّ جريرُ اللؤمِ لو كانَ عانياً ... ولمْ يدنُ منْ زأرِ الأسودِ الضراغمِ

وليسَ ابنُ حمراءِ العجانِ بمفلتي ... ولمْ يزدجرْ طيرَ النحوسِ الأشائمِ

فإنْ كنتما قدْ هجتماني عليكما ... فلا تجزعا واستسمعا بالمراجمِ

بمردى حروبٍ مذْ لدنْ شدَّ أزرهُ ... محامٍ عنِ الأحسابِ صعبُ المظالمِ

سبوقٌ إلى الغاياتِ يلفى عزيمهُ ... إذا سئمتْ أقرانهُ غيرُ سائمِ

<<  <   >  >>