للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تسور بهِ عندَ المكارمِ دارمٌ ... إلى غايةِ المستصعباتِ الشداقمِ

رأتنا معدٌّ يومَ شالتْ قرومها ... قياماً على أقتارِ إحدى العظائمِ

رأونا أحقَّ ابني نزارٍ وغيرهمْ ... بإصلاحِ صدعٍ منهمُ متفاقمِ

حقنا دماءَ المسلمينَ فأصبحتْ ... لنا نعمةٌ يثنى بها في المواسمِ

عشيةَ أعطتنا عمانُ أمورها ... وقدنا معداً عنوةً بالخزائمِ

ومنا الذي أعطى يديهِ رهينةً ... لغاريْ معدٍّ يومَ ضربِ الجماجمِ

كفى كلَّ أنثى ما تخافُ على ابنها ... وهنَّ قيامٌ رافعاتُ المعاصمِ

عشيةَ سالَ المربدانِ كلاهما ... عجاجةَ موتٍ بالسيوفِ الصوارمِ

هنالكَ لو تبغي كليباً وجدتها ... أذلَّ منَ القردانِ تحتَ المناسمِ

وما يجعلُ الظربى القصارُ أنوفها ... إلى الطمِّ منْ موجِ البحارِ الخضارمِ

لهاميمُ لا يسطيعُ أحمالَ مثلهمْ ... أنوحٌ ولا جاذٍ ضعيفُ القوائمِ

يقولُ كرامُ الناسِ إذْ جدَّ جدنا ... وبينَ عنْ أحسابنا كلُّ عالمِ

علامَ تعنى يا جريرُ ولمْ تجدْ ... كليباً لها عاديةٌ في المكارمِ

ولستَ ولوْ فقأتَ عينيكَ واجداً ... أباً لكَ إذْ عدَّ المساعي كدارمِ

هوَ الشيخُ وابنُ الشيجِ لا شيخَ مثلهُ ... أبو كلِّ ذي بيتٍ رفيعِ الدعائمِ

تعنى منَ المروتِ يرجو أرومتي ... جريرٌ على أمِّ الجحاشِ التوائمِ

ونحياكَ بالمعروفِ أهونُ ضيعةَ ... وجحشاكَ منْ ذي المأزقِ المتلاحمِ

فلوْ كنتَ ذا عقلٍ تبينتْ أنما ... تصولُ بأيدي الأعجزينَ الألائمِ

نماني بنو سعدِ بنِ ضبةَ فانتسبْ ... إلى مثلهمْ أخوالِ هاجٍ مراجمِ

وهلْ مثلنا يا بنَ المراغةِ إذْ دعا ... إلى الناسِ داعٍ أو عظامِ الملاحمِ

وما لكَ منْ دلوٍ تواضخني بها ... ولا معلمٍ حامٍ عنِ الحيِّ صارمِ

وعندَ رسولِ اللهِ قامَ ابنُ حابسٍ ... بخطةِ سوارٍ إلى المجدِ حازمِ

لهُ أطلقَ ألأسرى التي في حبالهِ ... مغللةً أعناقها في الأداهمِ

كفى أمهاتِ الخائفينَ عليكمُ ... غلاءَ المفادي أوْ سهامَ المساهمِ

فإنكَ والقومَ الذينَ ذكرتهمْ ... ربيعةَ أهلَ المقرباتِ الصلادمِ

بناتُ ابنِ حلابٍ يرحنَ عليهمِ ... إلى أجمِ الغابِ الطوالِ الغواشمِ

فلا وأبيكَ الكلبِ ما منْ مخافةٍ ... إلى الشأمِ أدوا خالداً لمْ يسالمِ

ولكنْ ثوى فيهمْ عزيزاً مكانهُ ... على أنفِ راضٍ منْ معدٍّ وراغمِ

وما سيرتْ خيلاً لها منْ مخافةٍ ... إذا حلَّ منْ بكرٍ رؤوسُ الغلاصمِ

بأيِّ رشاءٍ يا جريرُ وماتحٍ ... تدليتَ في حوماتِ تلكَ القماقمِ

وما لكَ ظلُّ الزبرقانِ وبيتهُ ... وما لكَ بيتٌ عندَ قيسِ بنِ عاصمِ

ولكنْ بدا للبزلِ أرسلَ قاعداً ... بقرقرةٍ بينَ الجداءِ التوائمِ

تعوذُ بأحقي نهشلِ بنِ مجاشعٍ ... عياذَ ذليلٍ عارفٍ للمظالمِ

فلا نقتلُ الأسرى ولكنْ نفكهمْ ... إذا أثقلَ الأعناقَ حملُ المغارمِ

فهلْ ضربةُ الروميِّ جاعلةٌ لكمْ ... أباً عنْ كليبٍ أوْ أباً مثلَ دارمِ

وقال الفرزدق لجرير:

حلفتُ بربِّ مكةَ والمصلى ... وأعناقِ الهديِّ مقلداتِ

لقدْ قلدتُ خلفَ بني كليبٍ ... قلائدَ في السوالفِ باقياتِ

قلائدَ لسنَ منْ ذهبٍ ولكنْ ... مكاويَ منْ جهنمَ منضجاتِ

فكيفَ ترى عطيةَ حينَ يلقى ... عظاماً هامهنَّ قراسياتِ

قروماً منْ بني سفيانَ صيداً ... طوالاتِ الشقاشقِ مصعباتِ

نرى أعناقهنَّ وهنَّ صيدٌ ... على أعناقِ قومكَ سامياتِ

فرمْ بيديكَ هلْ تستطيعُ نقلاً ... جبالاً منْ تهامةَ راسياتِ

وأبصرْ كيفَ تنبو بالأعادي ... مناكبها إذا قرعتْ صفاتي

وإنكَ واجدٌ دوني صعوداً ... جراثيمَ الأقارعِ والحتاتِ

ولستَ بنائلٍ ببني كليبٍ ... أرومتنا إلى يومِ المماتِ

وجدتُ لدارمٍ قومي بيوتاً ... على بنيانِ قومكَ قاهراتِ

دعمنَ بحاجبٍ وبني عقالٍ ... وبالقعقاعِ تيارِ الفراتِ

<<  <   >  >>