للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما حملتْ أمُّ امرئٍ في ضلوعها ... أعقَّ منَ الجاني عليها هجائيا

وأنتَ بوادي الكلبِ لا أنتَ ظاعنٌ ... ولا واجدٌ يا بنَ المراغةِ بانيا

إذا العنزُ بالتْ فيهِ كادتْ تسيلهُ ... عليكَ وتنفى أنْ تحلَّ الروابيا

عليكمْ بتربيقِ البهامِ فإنكمْ ... بأحسابكمْ لنْ تستطيعوا رهانيا

وكيفَ تنالونَ النجومَ وكنتمُ ... خلقتمْ فقاحاً لمْ تكونوا نواصيا

بأيِّ أبٍ يا بنَ المراغةِ تبتغي ... رهاني إلى غاياتِ عمي وخاليا

هلمَّ أباً كابنيْ عقالٍ تعدهُ ... وواديهما يا بنَ المراغةِ واديا

تجدْ فرعهُ عندَ السماءِ ودارمٌ ... من المجدِ قدماً أترعتْ لي حياضيا

بنى لي بهِ الشيخانِ منْ آلِ دارمٍ ... بناءً يرى عندَ المجرة عاليا

وقال الفرزدق:

إنَّ الذي سمكَ السماءَ بنى لنا ... بيتاً دعائمهُ أعزُّ وأطولُ

بيتاً بناهُ لنا المليكُ وما بنى ... حكمُ السماءِ فإنهُ لا ينقلُ

بيتاً زرارهُ محتبٍ بفنائهِ ... ومجاشعٌ وأبو الفوارسِ نهشلُ

يلجونَ بيتَ مجاشعٍ وإذا احتبوا ... برزوا كأنهمُ الجبالُ المثلُ

لا يحتبي بفناءِ بيتكَ مثلهمْ ... أبداً إذا عدَّ الفعالُ الأفضلُ

منْ عزهمِ جحرتْ كليبٌ بيتها ... زرباً كأنهمُ لديهِ القملُ

ضربتْ عليكَ العنكبوتُ بنسجها ... وقضى عليكَ بهِ الكتابُ المنزلُ

أينَ الذينَ بهمْ تسامي دارماً ... أمْ منْ إلى سلفيْ طهيةَ تجعلُ

يمشونَ في حلقِ الحديد كما مشتْ ... جربُ الجمالِ بها الكحيلُ المشعلُ

والمانعونَ إذا النساءُ ترادفتْ ... حذرَ السباءِ جمالها لا ترحلُ

يحمي إذا اختلطَ السيوفُ نساءنا ... ضربٌ تحزُّ لهُ السواعدُ أرعلُ

ومعصبٍ بالتاجِ يخفقُ فوقهُ ... خرقُ الملوكِ لهُ خميسٌ جحفلُ

ملكٌ تسوقُ لهُ الرماحَ أكفنا ... منهُ تعلُّ صدورهنَّ وتنهلُ

قد ماتَ في أسلابنا أوْ عضهُ ... عضبٌ برونقهِ الملوكُ تقتلُ

ولنا قراسيةٌ تظلُّ خواضعاً ... منهُ مخافتهُ القرومُ البزلُ

متخمطٌ قطمٌ لهُ عاديةٌ ... فيها الفراقدُ والسماكُ الأعزلُ

ضخمُ المناكبِ تحتَ شجرِ شؤونهِ ... نابٌ إذا ضغمَ الفحولةَ مقصلُ

وإذا دعوتُ بني فقيمٍ جاءني ... مجرٌ لهُ العددُ الذي لا يعدلُ

وإذا الربائعُ جاءني دفاعها ... موجاً كأنهمُ الجرادُ المرسلُ

هذا وفي عدويتي جرثومةٌ ... صعبٌ مناكبها نيافٌ عيطلُ

وإذا البراجمُ بالقرومِ تخاطروا ... حولي بأغلبَ عزهُ لا ينزلُ

وإذا بذختُ ورايتي يمشي بها ... سفيانُ أوْ عدسُ الفعالِ وجندلُ

الأكثرونَ إذا يعدُّ حصاهمُ ... والأكرمونَ إذا يعدُّ الأولُ

وزحلتَ عنْ عتبِ الطريقِ ولمْ تجدْ ... قدماكَ حيثُ يقومُ سدَّ المنقلُ

إنَّ الزحامَ لغيركمْ فتجنبوا ... وردَ العشيِّ إليهِ يخلو المنهلُ

حللُ الملوكِ لنا نسامي أهلها ... والسابغاتِ إلى الوغى نتسربلُ

أحلامنا تزنُ الجبالَ رزانةً ... وتخالنا جناً إذا ما نجهلُ

فادفعْ بكفكَ إنْ أردتَ بناءنا ... ثهلانَ ذا الهضباتِ هلْ يتحلحلُ

وأنا ابنُ حنظلةَ الأغرِّ وإنني ... في آلِ ضبةَ للمعمُّ المخولُ

فرعانَ قدْ بلغَ السماءَ ذراهما ... وإليهما من كلِّ خوفٍ يعقلُ

فلئنْ فخرتُ بهمْ لمثلِ قديمهمْ ... أعلو الحزونَ بهِ ولا أتسهلُ

زيدُ الفوارسِ وابنُ زيدٍ منهمُ ... وأبو قبيصةَ والرئيسُ الأولُ

أوصى عشيةَ قبلَ فارقَ أهلهُ ... عندَ الشهادةِ في الصحيفةِ دغفلُ

إنَّ ابنَ ضبةَ كانَ خيراً والداً ... وأتمّ في حسبِ الكرامِ وأفضلُ

ممن يكونُ بنو كليبٍ رهطهُ ... أوْ منْ يكونُ إليهمُ يتخولُ

وهمُ على ابنِ مزيقياءَ تنازلوا ... والخيلُ بينَ عجاجتيها القسطلُ

وهمَ الذين على الأميلِ تداركوا ... نعماً تشلُّ على الرؤوسِ وتعكلُ

ومحرقاً صفدوا إليهِ يمينهُ ... بصفادِ مقتسرٍ أخوهُ مكبلُ

<<  <   >  >>