للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملكانِ يومَ بزاخةٍ أخذوهما ... وكلاهما تاجٌ عليهِ مكللُ

وهمُ الذينَ علوا عمارةَ ضربةً ... فوهاءَ فوقَ شؤونهِ لا توصلُ

وهمُ إذا اقتسمَ الأكابرُ ردهمْ ... وافٍ لضبةَ والركابُ تشللُ

جارٌ إذا غدرَ اللئامُ وفى بهِ ... حسبٌ ودعوةُ ماجدٍ لا تخذلُ

وعشيةَ الجملِ المجللِ ضاربوا ... ضرباً شؤونُ فراشهِ تتزيلُ

يا بنَ المراغةِ أينَ خالكِ ... إنني خالي حبيشٌ ذو الفعالِ الأفضلُ

خالي الذي غصبَ الملوكَ نفوسهمْ ... وإليهِ كانَ حباءُ جفنةَ ينقلُ

ولئنْ جدعتَ ببظرِ أمكَ أنفها ... لتنالَ مثلَ قديمهمْ لا تفعلُ

إنا لنضربُ رأسَ كلِّ قبيلةٍ ... وأبوكَ خلفَ أتانهِ يتقملُ

يهزُ الهرانعَ عقدهُ عندَ الخصى ... بأذلَّ حيثُ يكونُ منْ يتذللُ

وشغلتَ عنْ حسبِ الكرامِ وما بنوا ... إنَّ اللئيمَ عنِ المكارمِ يشغلُ

إنَّ التي فقئتْ بها أبصاركمْ ... وهيَ التي دمغتْ أباكَ الفيصلُ

وهبَ القصائدَ لي النوابغُ كلهمْ ... وأبو يزيدَ وذو القروحِ وجرولُ

والفحلُ علقمةُ الذي كانت لهُ ... حللُ الملوكِ كلامهُ لا ينحلُ

وأخو بني قيسٍ وهنَّ قتلنهُ ... ومهلهلُ الشعراءِ ذاكَ الأولُ

والأعشيانِ كلاهما ومرقشٌ ... وأخو قضاعةَ قولهُ يتمثلُ

وأخو بني أسدٍ عبيدٌ إذ مضى ... وأبو دؤادٍ إنهُ يتنحلُ

وابنا أبي سلمى زهيرٌ وابنهُ ... وابنُ الفريعةِ حينَ جدَّ المقولُ

والجعفريُّ وكانَ بشرٌ قبلهُ ... لي منْ قصائدهِ الكتابُ المجملُ

ولقدْ ورثتُ لآلِ أوسٍ منطقاً ... كالسمِّ خالطَ جانبيهِ الحنظلُ

والحارثيُّ أخو الحماسِ ورثتهُ ... صدعاً كما صدعَ الصفاةَ المعولُ

يصدعنَ ضاحيةَ الصفا عنْ متنهِ ... ولهنَّ منْ جبلي عمايةَ أثقلُ

دفعوا إليَّ كتابهنَّ وصيةً ... فورثتهنَّ كأنهنَّ الجندلُ

فيهنَّ شاركني المساورُ بعدهمْ ... وأخو هوازنَ والشآمي الأخطلُ

وبنو غدانةَ يحلبونَ ولمْ يكنْ ... حربي يقومُ لها اللئيمُ الأعزلُ

فليبركنْ يا حقُّ إنْ لمْ ينتهوا ... منْ مالكيَّ على غدانةَ كلكلُ

إنَّ استراقكَ يا جريرُ قصائدي ... مثلَ ادعاكَ سوى أبيكَ تنقلُ

وابنُ المراغةِ يدعي من دارمٍ ... والعبدُ غيرُ أبيهِ قدْ يتنحلُ

ليسَ الكرامُ بناحليكَ أباهمُ ... حتى تردَّ إلى عطيةَ تعتلُ

وزعمتَ أنكَ قدْ رضيتَ بما بنى ... فاصبرْ فما لكَ عنْ أبيكَ محولُ

ولئنَ رغبتَ سوى أبيكَ لترجعنْ ... عبداً إليهِ كأنَّ أنفكَ دملُ

أزرى بجريكَ أنَّ أمكَ لمْ تكنْ ... إلا اللئيمَ منَ الفحولةِ تفحلُ

قبح الإلهُ مقرةَ في بطنها ... منها خرجتَ وكنتَ فيها تحملُ

نشفتْ مني أبيكَ فهيَ خبيثةٌ ... وبها إلى قعرٍ المذلةِ يضهلُ

يبكي على دمنِ الديارِ وأمهُ ... تعلو على كمرِ الرجالِ وتسفلُ

وإذا بكيتَ على أمامةَ فاستمعْ ... شتماً يعمُّ ومرةً يتخللُ

أسألتني عنْ حبوتي ما بالها ... فاسمعْ إلى خبري وعن ما تسألُ

اللومُ يمنعُ منكمُ أنْ تحتبوا ... والعزُّ يمنعُ حبوتي لا تحللُ

اللهُ أثبتها وعزٌّ لمْ يزلْ ... مقعنسساً وأبيكَ ما يتحولُ

جبلي أعزُّ إذا الحروبُ تكشفتْ ... مما بنى لكَ والداكَ وأطولُ

إني ارتفعتُ عليكَ كلَّ ثنيةٍ ... وعلوتُ فوقَ بني كليبٍ منْ علُ

هلا سألتَ بني غدانةَ ما رأوا ... حيثُ الأتانُ إلى عمودكَ ترحلُ

كسرتْ ثنيتكَ الأتانُ فشاهدٌ ... منها بفيكَ مبينٌ مستقبلُ

رمحتكَ حينَ عجلتَ قبلَ وداقها ... لكنْ أبوكَ وداقها لا يعجلُ

وتركتُ أمكَ يا جريرُ كأنها ... للناسِ بائكةٌ طريقٌ معملُ

وكأنما كمرُ الرجالِ على استها ... أورادُ ما سقتِ النباجُ فثيتلُ

يا حقَّ ما منيتِ من رجلٍ لهُ ... خصيانِ إلاَّ ابنَ المراغةِ يحبلُ

ولئنْ حبلتَ لقدْ شربتَ رثيئةً ... ما باتَ يفرغُ في الوليدةِ نبتلُ

<<  <   >  >>