للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولوْ غيرُ الوبارِ بني كليبٍ ... هجوني ما أردتُ لهمْ حوارا

ولكنَّ اللئامَ إذا هجوني ... غضبتُ وكانَ نصرتي الجهارا

وقالتْ عندَ آخرِ ما نهتني ... أتهجو بالخضارمةِ الوبارا

أتهجو بالأقارعِ وابنِ ليلى ... وصعصعةَ الذي غمرَ البحارا

وناجيةَ الذي كانتْ تميمٌ ... تعيشُ بحزمهِ أنى أشارا

بهِ ركزَ الرماحَ بنو تميمٍ ... عشيةَ حلتِ الظعنُ النسارا

وأنتَ تسوقَ بهمَ بني كليبٍ ... تطرطبُ قائماً تشلي الحوارا

فكيفَ تردُّ نفسكَ يا بنَ ليلى ... إلى ظربى تحفرتِ المغارا

أجعلانَ الرغامِ بني كليبٍ ... شرارَ الناسِ أحساباً ودارا

فرافعهمْ فإنَّ أباكَ ينمي ... إلى العليا إذا احتفروا النقارا

وإنَّ أباكَ أكرمُ منْ كليبٍ ... إذا العيدانُ تعتصرُ اعتصارا

إذا جعلُ الرغامِ أبو جريرٍ ... ترددَ حولَ حفرتهِ فحارا

منَ السودِ السراعفِ ما يبالي ... أليلاً ما تلطخَ أمْ نهارا

لهُ دهديةٌ إنْ خافَ شيئاً ... منَ الجعلانِ أحرزها احتفارا

وإنْ نفدتْ يداهُ فزلَّ عنها ... أطافَ بها عطيةُ فاستدارا

رأيتُ ابنَ المراغةِ حينَ ذكى ... تحولَ غيرَ لحيتهِ حمارا

لهُ أمٌّ بأسفلِ سوقِ حجرٍ ... تبيعُ لهُ بعنبلها الإزارا

هلمَّ نوافِ مكةَ ثمَّ سائلْ ... بنا وبكمْ قضاعةَ أوْ نزارا

ورهطَ بني الحسينِ فلا تدعهمْ ... ذوي يمنٍ وعاظمني خطارا

هنالكَ لوْ نسيتَ بني كليبٍ ... وجدتهمُ الأدقاءَ الصغارا

وما غرَّ الوبارَ بني كليبٍ ... بضيمي حينَ أنجدَ واستطارا

وباراً بالفضاءِ سمعنَ رعداً ... فحاذرنَ الصواعقَ حينَ ثارا

هربنَ إلى مداخلهنَّ منهُ ... وجاءَ يقلعُ الصخرَ انحدارا

فأدركهنَّ منبعقٌ ثعابٌ ... بحتفِ الحينْ إذْ غلبَ الحذارا

وقال الفرزدق:

عفى المنازلَ آخرَ الأيامِ ... قطرٌ ومورٌ واختلافُ نعامِ

قالَ ابنُ صانعةِ الزروبِ لقومهِ ... لا أستطيعُ رواسيَ الأعلامِ

ثقلتْ عليَّ عمايتانِ ولمْ أجدْ ... جسماً يحركُ لي جبالَ شمامِ

قالتْ تجاوبهُ المراغةُ أمهُ ... قدْ رمتَ ويلَ أبيكَ غيرَ مرامِ

فاسكتْ فإنكَ قدْ علمتَ ولمْ تجدْ ... للقاصعاءِ مآثرَ الأيامِ

ووجدتَ قومكَ فقأوا منْ لؤمهمْ ... عينيكَ عندَ مكارمِ الأقوامِ

صغرتْ دلاؤهمْ فما ملأوا بها ... حوضاً ولا شهدوا عراكَ زحامِ

أرداكَ حينكَ أنْ تعارضَ دارماً ... بأدقةٍ متأشبينَ لئامِ

وحسبتَ بحرَ بني كليبٍ مصدراً ... فغرقتَ حينَ وقعتَ في القمقامِ

في حومةٍ غمرتْ أباكَ بحورها ... في الجاهليةِ كانَ والإسلامِ

إنَّ الأقارعَ والحتاتَ وغالباً ... وأبا هنيدةَ دافعوا لمقامي

بمناكبٍ سبقتْ أباكَ صدورها ... ومآثرٍ لمتوجينَ كرامِ

إني وجدتُ أبي بنى لي بيتهُ ... في دوحةِ الرؤساءِ والحكامِ

منْ كلِّ أصيدَ منْ ذؤابةَ دارمٍ ... ملكٍ إلى نضدِ الملوكِ همامِ

فأسالْ بنا وبكمْ إذا لاقيتمُ ... جشمَ الأراقمِ أوْ بني همامِ

منا الذي جمعَ الملوكَ وبينهمْ ... حربٌ يشبُّ سعيرها بضرامِ

وأبي ابنُ صعصعةَ بنِ ليلى غالبٌ ... غلبَ الملوكَ ورهطهُ أعمامي

خالي الذي تركَ النجيعَ برمحهِ ... يومَ النقا شرقاً على بسطامِ

والخيلُ تنحطُ بالكماةِ ترى لها ... رهجاً بكلِّ مجربٍ مقدامِ

والحوفرانُ تداركتهُ غارةٌ ... منا بأسفلِ أودَ ذي الآرامِ

متجردينَ على الجيادِ عشيةً ... عصباً مجلحةً بدارِ ظلامِ

وترى عطيةَ ضارباً بفنائهِ ... ربقينِ بينَ حظائرِ الأغنامِ

متقلداً لأبيهِ كانتْ عندهُ ... أرباقَ صاحبِ ثلةٍ وبهامِ

ما مسَّ مذْ ولدتْ عطيةَ أمهُ ... كفا عطيةَ منْ عنانِ لجامِ

وقال الفرزدق:

عرفتَ النازلَ منْ مهددِ ... كوحيِ الزبورِ بذي الغرقدِ

أناختْ بهِ كلُّ رجاسةٍ ... وساكبةِ الماءِ لمْ ترعدِ

<<  <   >  >>