للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهاميمُ في الخرقِ البعيدِ نياطُهُ ... وراءَ الذي قال الأدلاءُ تصبحُ

فما أنا إنْ كانتْ أعاصيرُ فتنةٍ ... قلوبُ رجالٍ بينهُنَّ تطوحُ

كمنْ باعَ بالإثمِ التقى وتفرقتْ ... بهِ طرقُ الدنيا ونيلٌ مترحُ

رجوتَ بحوراً من أميةَ دونَها ... عدوٌ وأركانٌ من الحربِ ترمحُ

وما الفقرُ من أرضِ العشيرةِ ساقنا ... إليكَ ولكنى بقربكَ أنجحُ

وقدْ علم الأقوامُ أنكَ تشتري ... جميلَ الثنا والحمدُ أبقَى وأربحُ

وأنتَ امرؤٌ تروِي السجالَ وينتحِي ... لأبعدَ منا سيبكَ المتمنحُ

وإنكَ وهابٌ أغرُّ وتارةً ... هزبرٌ عليهِ نقبةُ الموتِ أصبحُ

أبوكَ الذي نجّى بيثربَ قومهُ ... وأنتَ المفدَّى من بنيهِ الممدَّحُ

إذا ما قريشُ الملكِ يوماً تفاضلوا ... بدا سابقٌ من آلِ مروانَ أقرَحُ

وقال الراعي أيضاً: البسيط

يا أهلِ ما بالُ هذا الليلِ في صفرِ ... يزدادُ طولاً وما يزدادُ من قصرِ

في إثْرِ من قطعَتْ مني قرينتُهُ ... يومَ الحدالَى بأسبابٍ من القدرِ

كأنما شقَّ قلبِي يومَ فارقَهُمْ ... قسمينِ بَيْنَ أخِي نجدٍ ومنحدِرِ

همُ الأحبةُ أبْكِي اليومَ إثرَهُمُ ... قدْ كنتُ أطربُ إثرَ الجيرةِ الشُّطُرِ

فقلتُ والحرةُ الرجلاءُ دونهمُ ... وبطنُ لجانَ لما اعتادني ذكري

صلى على عزةَ الرحمانُ وابنتِها ... ليلى وصلى على جاراتِها الأُخرِ

هنَّ الحرائرُ لا ربّاتِ أحمرةٍ ... سودُ المحاجِرِ لا يقرأْنَ بالسورِ

وارَيْنَ وحفاً رواءً في أكمَّتِه ... منْ كرمِ دومَةَ بينَ السيحِ والجدارِ

تلقَى نواطيرَهُ في كلِّ مرقبةٍ ... يرمونَ عنْ وارِدِ الأفنانِ مهتصرِ

يسبينَ قلبِي بأطرافٍ مخضبةٍ ... وبالعيونِ وما واريْنَ بالخمرِ

على ترائبِ غزلانٍ مفاجأةٍ ... ريعتْ فأقبلْنَ بالأعناقِ والعذَرِ

لا تعمَ أعينُ أصحابٍ أقولُ لهمْ ... بالأنبطِ الفرد لمّا بذهمْ بصري

هلْ تؤنسُونَ بأعلَى عاسِمٍ ظعُناً ... وركْنَ فحليْنِ واستقبلْنَ ذا بقرِ

بينهنَّ ببينٍ ما يبينُهُ ... صحبي وما بعُيُون القومِ من عَوَرِ

يبدونَ حيناً وأحياناً يغيبهُمْ ... مني مكامِنُ بينَ الجرِّ والحفرِ

تحدُو بهمْ نبطٌ صهبٌ سبالُهُمُ ... من كلِّ أحمرَ من حورانَ مؤتجرِ

عومَ السفينِ على بختٍ مخيسةٍ ... والبختُ كاسيةُ الأعجازِ والقصرِ

كأنَّ رزَّ حداةٍ في طوائفهمْ ... نوحُ الحمامِ يغني غايةَ العشرِ

أتبعتُ آثارَهُمْ عيناً معودَةً ... سبقَ العيونِ إذا استكرهْنَ بالنظرِ

وبازلاً كعلاةِ القينِ دوسرةً ... لم يجذِ مرفقها في الدفِّ من زورِ

كأنها ناشطٌ حرٌّ مدامعهُ ... منْ وحشِ حبرانَ بينَ القنعِ والضفرِ

باتَ إلى هدفٍ من ليلِ ساريةٍ ... يغشَى العضاهَ بروقٍ غيرِ منكَسِرِ

يخاوشُ البركَ عنْ عرقٍ أضرَّ بهِ ... تجافياً كتجافي القرْم ذي السرَرِ

إذا أتى جانباً منها يصرفُهُ ... تصفقُ الريحِ تحتَ الديمةِ الدررِ

حتى إذا انجلتْ عنهُ عمايتُهُ ... وقلصَ الليلُ عن طيانَ مضطمرِ

غدا كطالبِ تبلٍ لا يورعُهُ ... دعاءُ داعٍ ولا يلوِي على خبرِ

وصبحتهُ كلابُ الغوثِ يؤسدُها ... مستوضحونَ يرونَ العينَ كالأثرِ

أوجسَ بالأذنِ رزاً منْ سوابقِها ... فجالَ أزْهَرُ مذعُورٌ من الخمرِ

واجتازَ للعدوَةِ القُصوَى وقدْ لحقَتْ ... غضفٌ تكشفُ عنها بلجةُ السحَرِ

فكرَّ ذو حوزةٍ يحمي حقيقتهُ ... كصاحبِ البزِّ من حورانَ منتصرِ

فظلَّ سابقُها في الروقِ معترضاً ... كالشنِّ لاقَى قناةَ اللاعِبِ الأشِرِ

فردها ظلعاً تدمى فرائصُها ... لمْ تدمَ فيه بأنيابٍ ولا ظفرِ

وظلَّ يعلو لوَى دهقانَ معترضاً ... يردِي وأظلافُهُ صفرٌ من الزهَرِ

أذاكَ أمْ مسحَلٌُ جونٌ بهِ جلَبٌ ... مِنَ الكدامِ فلا عنْ قرحٍ نزُرِ

قبِّ البُطونِ نفى سربالَ شقوتِها ... سربالُ صيفٍ رقيقٍ لين الشعرِ

<<  <   >  >>