للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقل ثناءً من أخٍ ذي مودةٍ ... غدا منجح الحاجات والوجهُ وافرُ

تخوضُ بهِ الظلماءَ ذاتَ مُخيلَةٍ ... جماليةٌ قدْ زالَ عنها المناظِرُ

ورُودٌ سبنتاةٌ تسامِي جديلَها ... بأسجحَ لمْ تخنسْ إليهِ المشافِرُ

وعينٍ كماءِ الوقبِ أشرَفَ فوقَها ... حجاجٌ كأرجاءِ الركيَّةِ غائرُ

من الغِيدِ دفْواءُ العظامِ كأنَّها ... عقابٌ بصحراءِ السمينةِ كاسِرُ

يحنُّ من المعزاءِ تحتَ أظلِّها ... حصًى أوقدتهُ بالحزومِ الهواجِرُ

كما نفخَتْ في ظلْمَةِ الليلِ قيْنَةٌ ... على فحمٍ شذانُهُ متطايرُ

فلمّا علتْ ذاتَ السلاسِلِ وانْتَحَتْ ... لها مصغِياتٌ للنجاءِ عواسِرُ

قوالِصُ أطْرافِ المسوحِ كأنَّها ... برجلةِ أحجاءٍ نعامٌ نوافرُ

سراعُ السُّرَى أمْسَتْ بسهبٍ وأصبحتْ ... بذي القورِ يغشيها المفازةَ عامرُ

أشمُّ طويلُ الساعديْنِ كأنَّهُ ... يحاذِرُ خوفاً عندهُ ويحاذِرُ

قليلُ الكرى يرمِي الفلاةَ بأرْكُبٍ ... إذا سالَمَ النومَ الضعافُ العواوِرُ

تبصرْ خليلِي هلْ ترى من ظعائنٍ ... بذي النيقِ إذْ زالتْ بهنَّ الأباعِرُ

دَعاها من الحبليْنِ حبْلَيْ ضئيدَةٍ ... خيامٌ بعكاشٍ لها ومحاضِرُ

تحملنَ حتى قلتُ لسنَ بوارِحاً ... بذاتِ العلنْدَى حيثُ نامَ المفاجرُ

وعاليْنَ رقماً فارِسياً كأنَّهُ ... دمٌ سائلٌ من مهجةِ الجوفِ ناحرُ

فلما تركنَ الدارَ قلتُ منيفَةٌ ... بقُرّانَ منها الباسقاتُ المواقِرُ

أوِ الأثلُ أثلُ المنحنَى فوقَ واسِطٍ ... منَ العرضِ أو دانٍ من الدومِ ناضرُ

فحثَّ بها الحادِي الجمالَ ومدَّها ... إلى الليلِ سرْبٌ مقبلُ الريحِ باكرُ

فلاَ غروَ إلاَّ قولهنَّ عشيةً ... مضى أهلنا فارفَعْ فإنا قواصرُ

فأفرَعْنَ في وادِي الأميرِ بعدما ... ضبا البيدَ سافِي القيظةِ المتناصِرُ

نواعِمُ أبكارٌ توارِي خدورَها ... نعاجُ الملا نامتْ لهنَّ الجآذِرُ

ونكبْنَ زوراً عن محياةَ بعدما ... بدا الأثْلُ أثْلُ الغينَةِ المتجاوِرُ

وقالَ زيادٌ إذْ توارتْ حملُهُمْ ... أرى الحيَّ قدْ ساروا فهل أنتَ سائرُ

إذا خبَّ رقراقٌ منَ الآلِ بيننا ... رفعنا قروناً خطوُها متواترُ

مطيةَ مشعوفينِ أفنَى عريكَها ... رواحُ الهبلِّ حينَ تحمَى الظهائرُ

وقال الراعي يمدح سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن العيص بن أمية: البسيط

إني حلفتُ يمنياً غيرَ كاذبةٍ ... وقدْ حبا خلفَها ثهلانُ فالنيرُ

لولا سعيدٌ أرجِّي أنْ أُلاقيَهُ ... ما ضمَّها في سوادِ البصرةِ الدورُ

شجعاءُ معملةٌ تدمَى مناسِمُها ... كأنَّها حرجٌ بالقدِّ مأسُورُ

إلى الأكارِمِ أحْساباً ومأثُرَةً ... تبرِي الإكامَ ويبرِي ظهرها الكورُ

الواهِبُ البختَ خضعاً في أزمتها ... والبيضَ فوقَ تراقيها الدنانيرُ

فكمْ تخطتْ إليكم منْ ذوِي ترةٍ ... كأنَّ أعينهمْ نحوي المساميرُ

ما يدرِي اللهُ عني منْ عداوتهِمْ ... فإنَّ شرهُمُ في الصدْرِ محذورُ

إن يعرفوني فمعروفٌ لذِي بصرٍ ... أو ينسبونِي فعالِي الذكْرِ مشهورُ

مرَّتْ على أمِّ أمْهارٍ مشمرَةً ... يهوِي بها طرُقٌ أوْساطُها زورُ

في لاحبٍ برقاقِ الأرضِ محتفلٍ ... هادٍ إذا عزهُ الأكمُ الحدابيرُ

يهدي الضلولَ وينقادُ الدليلُ بهِ ... كأنَّهُ مسحلٌ في النيرِ منشورُ

مصدرُهُ في فلاةٍ ثُمَّ موردُهُ ... جدٌّ تفارَطَهُ الأورادُ مجهورُ

يجاوبُ البومَ تهوادُ العزيفِ بهِ ... كما تحنُّ بغيبٍ جلةٌ خورُ

ما عرسَتْ ليلةً إلاَّ على وجلٍ ... حتى يلوحَ منَ الصبحِ التباشيرُ

أرْمِي بها كلَّ موماةٍ موديَةٍ ... جداءَ غشيانها بالقومِ تغريرُ

حتى أنيختْ على ما كانَ من وَجلٍ ... في دارِ حيثُ تلاقَى المجدُ والخيرُ

يا خيرَ مأتَى أخِي همٍّ وناقتِهِ ... إذا التقَى حقبٌ منها وتصديرُ

زورٌ مغبٌّ ومسؤولٌ أخو ثقةٍ ... وسائرٌ منْ ثناءِ الصدرِ منشورُ

<<  <   >  >>