للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانوا ذوِي إمةٍ حتى إذا علقتْ ... بهم حبائلُ للشيطانِ وانتهروا

صكوا على صلفٍ صعبٍ مراكبُها ... حصاءَ ليْسَ بِها هلْبٌ ولا وبرُ

ولمْ يزلْ بسليمٍ أمرُ جاهلها ... حتى تعايا بها الإيرادُ والصدرُ

إذْ ينظرونَ وهمْ يجنونَ حنظلهُمْ ... إلى الزوابِي فقلنا بعدَ ما نظروا

كروا إلى حرتيكمْ تعمرُونهما ... كما تكرُّ إلى أوطانِها البقرُ

فأصبحتْ منهمُ سنجارُ خاليةً ... فالمحلبياتُ فالخابورُ فالسررُ

وما يلاقونَ فراصاً إلى نسَبٍ ... حتى يلاقِي جديّ الفرقَدِ القمرُ

ولا الضبابَ إذا اخضرَّتْ عيونهمُ ... ولا عصيةَ إلاَّ أنهمْ بشرُ

وما سعى منهمُ ساعٍ ليدرِكنا ... إلا تقاصرَ عنا وهو منبهرُ

وقد أصابتَ كلاباً من عداوتنا ... إحدَى الدواهِي التي تخشَى وتنتظرُ

وقدْ تفاقَمَ أمرٌ غيرُ ملتئمٍ ... ما بيننا وصم فيه ولا عذرُ

أما كليب بن يربوع فليس لهم ... عندَ المكارِمِ لا وردٌ ولا صدَرُ

مخلفونَ ويقضِي الناسُ أمرَهُمُ ... وهم بغيبٍ وفي عمياءَ ما شعرُوا

ملطمونَ بأعقارِ الحياضِ فما ... ينفكُّ من دارِميٍّ فيهم أثَرُ

بئسَ الصحاةُ وبئسَ الشرْبُ شربُهُمْ ... إذا جرى فيهمِ المزاءُ والسكَرُ

قومٌ تناهتْ إليهمِ كلُّ فاحشةٍ ... وكلُّ مخزيةٍ سبتْ بها مضرُ

على العِياراتِ هداجُونَ قدْ بلغتْ ... عمانُ أو بلغتْ سوءاتهمْ هجرُ

الآكلونَ خبيثَ الزادِ وحدهمُ ... والسائلونَ بظهرِ الغيبِ ما الخبرُ

واذكُرْ غدانةَ عِبداناً مزنمةً ... بينَ الحبلقِ يبنَى حولَها الصبرُ

تمذِي إذا سحبتْ من فتلِ أذرعها ... وتزرئمُّ إذا ما بلَّها المطرُ

وما غدانةُ في شيءٍ مكانهمُ ... الحابسُو الشاءَ حتى يفضلَ السؤرُ

يتصلونَ بيربوعٍ ورفدهمُ ... عندَ الترافدِ مغمورٌ ومحتقرُ

صفرُ اللحَى من وقودِ الأدْخناتِ إذا ... ردَّ الرفادُ ولفَّ الحالِبَ القررُ

ثمَّ الإيابُ إلى سودٍ مدنسةٍ ... ما تستحمُّ إذا ما احتكتِ النقرُ

وأقسَمَ المجدَ حقاً لا يحالفهمْ حتى ... يحالفَ بطنَ الراحةِ الشعرُ

وقال الأخطل يمدح يزيد بن معاوية: الطويل

صحا القلبُ إلاَّ من ظعائنَ فاتنِي ... بهنَّ أميرٌ مستبدٌّ فأصعَدا

وقرنَ للبينِ الجمالَ وزينتْ ... بأحمرَ منْ لكِّ العراقِ وأسودا

فطرنَ بوحشٍ ما تواتيكَ بعدما ... دنتْ نفضةُ البازِي لمنَ يتصيدا

عوامِدَ للآجامِ آجامِ حامزٍ ... يثرنَ قطاً لولا سراهنَّ هجدا

يردنَ الفلاةَ حينَ لا يستطيعُها ... ذوو الشاءِ منْ عوفِ بنِ بكرٍ وأهودا

إذا قلتُ قدْ حازينَ أو حانَ نائلٌ ... تعادَيْن للرائي الذي كانَ أبعدا

إذا شئتَ أن تلهُو ببعضِ حديثِها ... رفعنَ وأنزلْنَ القطِينَ المولدا

وقلنَ لحادِيهنَّ ويحكَ غنِّنا ... بحدراءَ أو بنتِ الكنانِيِّ فدفدا

يقلنَ إذا ما استقبلَ الصيفُ وقدهُ ... وحرَّ على الجدِّ الظنونُ فأنفدا

وما علقتْ نفسِي بأمِّ محلّمٍ ... ودهماءَ إلاَّ أنْ أهيمَ وأنكَدا

إذا كانَ قلبِي يستبلُّ انْبَرى لهُ ... بهنَّ تكاليفُ الصبا فترددا

وما إنْ رأى الفزراء إلاَّ تطلعاً ... وخيفة يحميها بنو أم عجردا

وإنِّي غداةَ استعبرتْ أمُّ مالكٍ ... لراضٍ من السلطانِ أنْ يتهددا

ولولا يزيدُ ابنُ الملوكِ وسيبهُ ... تجللتُ حدباراً من الشرِّ أنكدا

وكمْ أنقذتنِي من جرورِ حبالكمْ ... وخرساءَ لوْ يرمَى بها الفيلُ بلدا

ودافعَ عني يومَ جلقَ غمرَةً ... وهماً ينسينِي السلافَ المبردا

وباتَ نجياً في دمشقَ لحيةٍ ... إذا عضَّ لمْ ينمِ السليمُ وأقصَدا

يخفتُهُ طوراً وطوراً إذا رأى ... منَ الأمرِ إقْبالاً ألحَّ وأجْهَدا

أبا خالِدٍ دافعتَ عني عظيمةً ... وأدركتَ لحمِي قبلَ أنْ يتبددا

وأطفأتَ عني نارَ نعمانَ بعدما ... أعدَّ لأمرٍ فاجرٍ وتوعدا

<<  <   >  >>