للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولمّا رأى النعمانُ دوني ابنَ حرةٍ ... طوى الكشحَ إذْ لمْ يستطعني وعردا

ولاقى امرءاً لا ينقضُ القومُ عهدهُ ... أمرَّ القوى دونَ الوشاةِ وأحصدا

كأنَّ ذوِي الحاجاتِ يغشَونَ مصْعَباً ... أزبَّ الجرانِ ذا سنامَيْنِ أحرَدا

تخمطَ فحلَ الحربِ حتى تواضعتْ ... لهُ واعتلاها ذا مشيبٍ وأمردا

ولو وجدتْ فيها قريشٌ لأمرِها ... أعفَّ وأوفَى من أبيكَ وأمجدا

وأصبَبَ عوداً حينَ ضاقتْ أمورهمْ ... وهمتْ معدٌّ أنْ تخيمَ وتخمدا

وأورَى بزنديْهِ ولوْ كانَ غيرهُ ... غداةَ اختلافِ الأمرِ أكْبى وأصلَدا

فأصبحتَ مولاها من الناسِ بعدَهُ ... وأحرَى قريشٍ أنْ يهابَ ويحمدا

وفي كلِّ أفقٍ قدْ رميتَ لكوكبٍ ... من الحربِ مخشيٍّ إذا ما توقدا

وتشرقُ أجبالُ العويرِ بفاعلٍ ... إذا خبتِ النيرانُ بالليلِ أوقدا

ومنتقمٍ لا يأمنُ الناسُ فجعَهُ ... ولا سورةَ العادِي إذا هوَ أرعدا

وما مزبدٌ يعلو جزائرَ حامزٍ ... ويشقُّ إليها خيزراناً وغرقدا

تحرزَ منهُ أهلُ عانةَ بعدما ... كسا سورها الأعلى غثاءً منضدا

يقمصُ بالملاحِ حتى يشفهُ ال ... حذارُ ولوْ كانَ المشيحَ المعوَّدا

بمطردِ الآذِيِّ جونٍ كأنما ... زفى بالقراقيرِ النعامَ المطردا

كانَّ بناتِ الماءِ في حجراتِهِ ... أباريقُ أهداها ديافٌ لصرْخدا

بأجودَ سيباً منْ يزيدَ إذا غدتْ ... بهِ نجبهُ يحملنَ ملكاً وسؤدَدا

يقلصُ بالسيفِ الطويلِ نجادهُ ... خميصٌ إذا السربالُ عنهُ تقدَّدا

فأقسمْتُ لا أنْسَى يدَ الدهْرِ سيبهُ ... غداةَ السيالَى ما أساغَ وبرَّدا

وقال الأخطل يمدح عبد الملك بن مروان: الطويل

لعمري لقدْ أسريتُ لا ليلَ عاجزٍ ... بساهمةِ الخدينِ طاويَةِ القربِ

جماليةٍ لا يدرِكُ العيسُ رفعَها ... إذا كُنَّ بالرُّكْبانِ كالقيمِ النكبِ

معارضةٍ خوصاً حراجيجَ شمرَتْ ... لنجعةِ ملكٍ لا ضئيلٍ ولا جأبِ

كأنَّ رحالَ القومِ حينَ تزعزعتْ ... على قطواتٍ من قطا عالجٍ حقبِ

أجدتْ لوردٍ من أباغَ وشفَّها ... هواجرُ أيامٍ وقدنَ على شهبِ

إذا حملتْ ماءَ الصرائمِ قلصتْ ... روايا لأطفالٍ بمهمهةٍ زغبِ

توائمُ أشباهٌ بأرضٍ مريضةٍ ... ولدنَ بخدرافِ المِتانِ وبالغربِ

إذا صخبَ الحادِي عليهنَّ برزتْ ... بعيدةٌ ما بينَ المشافرِ والعجبِ

وكمْ جاوزتْ بحراً وليلاً يخضنهُ ... إليكَ أميرَ المؤمنينَ ومن سهبِ

عوادِلَ عوجاً عنْ أناسٍ كأنَّما ... ترى بهمِ جمعَ الصقالبةِ الصهبِ

يعارضنَ بطنَ الصحصَحانِ وقدْ بدتْ ... بيوتُ بوادٍ منْ نميرٍ ومنْ كلبِ

ويامنَّ عنْ نجدِ العقابِ وياسرَتْ ... بنا العيسُ عن عذراءَ دارِ بَنِي شجبِ

يحدْنَ بنا عنْ كلِّ شيءٍ كأننا ... أخاريسُ عيُّوا بالسلامِ وبالنسْبِ

إذا طلعَ العيُّوقُ والنجمُ أولَجَتْ ... سوالِفَها بينَ السماكَينِ والقلبِ

إليكَ أميرَ المؤمنينَ رحلتُها ... على الطائرِ الميمونِ والمنزلِ الرحبِ

إلى مؤمنٍ تجلو صفيحةُ وجههِ ... بلابلَ تغشَى منْ همومٍ ومن كربِ

مناخ ذوِي الحاجاتِ يستمطرونهُ ... غطاءَ كريمٍ منْ أسارى ومنْ نهبِ

ترى الحلقَ الماذِيَّ تجري فضولهُ ... على مستخفٍّ للنوائبِ والحربِ

أخوها إذا شالتْ عضوضٌ سما لَها ... على كلِّ حالٍ من ذلولٍ ومن صعبِ

إمامٌ سما للخيلِ حتى تقلقلتْ ... قلائدُ في أعناقِ معلمةٍ حدْبِ

شواخصُ بالأبصارِ من كلِّ مقربٍ ... أعدَّ لهيجا أو مواقفةِ الركبِ

سواهمَ قدْ عاوَدْنَ كلَّ عظيمةٍ ... مجلَّلَةَ الشطيِّ طيبةَ الكسبِ

يعاندنَ عنْ صلبِ الطريقِ من الوَجَى ... وهنَّ على العلاتِ يردِينَ كالنكبِ

إذا كلَّفُوهنَّ التنائِيَ لمْ يزلْ ... غرابٌ على عوجاءَ منهنَّ أو سقبِ

وفي كلِّ عامٍ منكَ للرومِ غزوَةٌ ... بعيدَةُ آثارِ السنابِكِ والسربِ

<<  <   >  >>