للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يطرحنَ بالثغرِ السخالَ كأنما ... يشققْنَ بالأسلاءِ أرديَةَ العصبِ

بناتُ غرابٍ لمْ يكملْ شهورها ... تقلقلُ من طولِ المفاوزِ والجذْبِ

وإنَّ لها يومينِ يوم إقامةٍ ... ويوم تشكَّى القضَّ من حذَرِ الدربِ

عمرنَ الدجَى ينشقُّ عن متضرِّمٍ ... طلوبِ الأعادِيَ لا سؤومٍ ولا وجبِ

على ابن أبي العاصِي قريشٌ تعطَّقَتْ ... لهُ صلبُها ليسَ الوشائظُ كالصُّلْبِ

وقدْ جعلَ اللهُ الخلافَةَ فيكمُ ... لأبيضَ لا عارِي الخوانِ ولا جدْبِ

عتبتم علينا قيسَ عيلانَ كلكم ... وأيُّ عدوٍّ لمْ يبتهُ على عتبِ

لقدْ علمتْ تلكَ القبائلُ أننا ... مطاليبُ جذامونَ أرحيةَ الشغبِ

فإنْ تكُ حربُ ابْنَيْ نزارٍ تواضعتْ ... فقدْ عذرتنا من كلابٍ ومنْ كعبِ

وفي الحقبِ منْ أفناءِ قيسٍ كأنَّهُمْ ... بمنعرِح الثرثارِ خشبٌ على خشبِ

وهنَّ أذقنَ الموتَ حارِثَ ظالمٍ ... بماضيةٍ بينَ الشراسِيفِ والقطبِ

وظلتْ بنُو الصماءِ تأوِي فلولُهُمْ ... إلى كلِّ دسماءِ الذراعينِ والعقبِ

وقدْ كانَ يوما راهطٍ من ضلالكمْ ... فناءً لأقوامٍ وخطباً على خطبِ

يسامونَ أهلَ الحقِّ بابْنَيْ محاربٍ ... وركبِ بنِي العجلانِ حسبكَ من ركبِ

قرومُ أبِي العاصِي غداةَ تخمطتْ ... دمشقُ بأشباهِ المهنأةِ الجربِ

يقودُونَ موجاً من أميةَ لمْ يرثْ ... ديارَ سليمٍ بالحجازِ ولا الهضبِ

ملوكٌ وحكامٌ وأصحابُ نجدةٍ ... إذا شوغبوا كانوا عليها من الشغبِ

أهلُّوا من الشهرِ الحرامِ فأصبْحُوا ... موالِيَ ملكٍ لا طريفٍ ولا غصبِ

تذودُ القنا والخيلُ تُثنَى عليهمِ ... وهنَّ بأيْدِي المستميتينَ كالشهْبِ

ولمْ ترَ عينِي مثلَ ملكٍ رأيتهُ ... أتاكَ بلا طعنِ الرماحِ ولا ضربِ

ولكن رأكَ اللهُ موضِعَ حقهِ ... على رغمِ أعداءٍ وصدّادَةٍ كذْبِ

لحَى اللهُ صرْماً منْ كليْبٍ كأنَّهُمْ ... جداءُ حجازٍ لاجئاتٌ إلى زربِ

أكارِعُ لَيُسوا بالعريضِ محلُّهُم ... ولا بالحماةِ الذائدِينَ عن السَّرْبِ

بَنِي الكلبِ لولا أنَّ أولادَ دارمٍ ... تذببُ عنكمْ في الهزاهزِ والحرْبِ

إذنْ لاتقيتُم مالكاً بضريبةٍ ... كذلكَ يعطيها الذليلُ على العصبِ

وإنَّ التي أدتْ جريراً بزفرةٍ ... لخائنةُ العينينِ صابئةُ القلبِ

وبالسودِ أستاهاً فوارِسُ مسلمٍ ... غداةَ يردُّ الموتَ والنفسَ بالكربِ

وما فرحِ الأضيافُ أنْ ينزلوا بها ... إذا كانَ أعلَى الطلحِ كالرمَكِ الشهبِ

يقولونَ ذببْ يا جريرُ وراءَنا ... وليسَ جريرٌ بالمحامِي ولا الصلبِ

وقال الأخطل يمدح عكرمة بن ربعيّ التيميَّ، من ربيعة: الطويل

ألا يا اسْلَمِي يا أمَّ بشرٍ على الهجرِ ... وعن عهدِكِ الماضِي لهُ قدمُ الدهرِ

ليالِيَ نلهُو بالشبابِ الذي خلا ... بمرتجةِ الأردافِ طيبةِ النشرِ

أسيلةِ مجرَى الدمعِ خفاقةِ الحشا ... من الهيفِ مبراقِ الترائبِ والنحرِ

وتبسمُ عنْ ألمَى شتيتٍ نباتهُ ... لذيذٍ إذا جادَتْ بهِ واضِح الثغرِ

منَ الجازئاتِ الحورِ مطلبُ سرِّها ... كبيضِ الأنوقِ المستكنةِ في الوكرِ

وإنِّي وأيّاها إذا ما لقيتُها ... لكالماءِ منْ صوبِ السحابةِ والخمرِ

تذكرتُها لا حينَ ذكرَى وصحبتي ... على كلِّ مقلاقِ الجنابينِ والضفرِ

إذا ما جرى آلُ الضُّحَى وتغولَتْ ... كأنَّ ملاءً بينَ أعلامِها الغبرِ

ولمْ يبقَ إلاَّ كلُّ أدْماءَ عرمِسٍ ... تشبهُ بالقرمِ المخايل للخطرِ

تفلُّ جلاذِيَّ الإكامِ إذا طفتْ ... صواها ولمْ تغرقْ بمجمرةٍ سمرِ

وتلمحُ بعدَ الجهدِ من ليلةِ السرَى ... بغائرةٍ تأوِي إلى حاجبٍ ضمرِ

يدافِعُ أجوازَ الفلاةِ وينبري لها ... مثلُ أنضاءِ القداحِ من السدرِ

يقومُ من أعناقِها وصدورِها ... قوَى الأدمِ المكيِّ في حلقِ الصفرِ

وكمْ قطعتْ والركبُ غيدٌ منَ الكرى ... إليكَ ابنْ ربعيٍّ من البلدِ القفرِ

<<  <   >  >>