للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهلْ من فتًى من وائلٍ قدْ علمتُمُ ... كعكرمة الفياضِ عندَ عرَى الأمرِ

إذا نحنُ هايجنا بهِ يومَ محفلٍ ... رمَى الناسُ بالأبْصارِ أبيضَ كالبَدْرِ

أصيلٍ إذا اصطَكَّ الجباهُ كأنَّما ... يهزُّ الثقالَ الراسياتِ من الصخرِ

كفينا بمحباسٍ على كلِّ موقفٍ ... مخوفٍ إذا ما لمْ يجزْ فارِسُ الثغرِ

بصلْبِ قناةِ الأمرِ ما إنْ يضورُها ال ... ثقافُ إذا بعضُ القنا ضيرَ بالأطْرِ

ولَيسوا إلى أسواقِهِمْ إذْ تألفُوا ... ولا يومَ عرضٍ عوداً سدَّةَ القصرِ

بأسرَعَ ورداً منهمُ نحوَ دارِهِ ... ولا ناهلٌ وافَى الجوابِيَ عنْ عشرِ

ترى مترَعَ الشيزَى الثقالِ كأنما ... تحضر منها أهلُها فرضَ البحرِ

تكللُ بالترعيبِ من قمعِ الذُّرَى ... إذا لمْ تنلْ عبطُ العوالِي من الجزرِ

منَ الشُّهبِ أكتافاً تناخُ إذا شَتا ... وحبَّ القتارُ بالمهندةِ البتر

وما مزبدُ الأطوادِ من دونِ عانةٍ ... يشقُّ جبالَ الغورِ ذو حدبٍ غمرِ

تظلُّ بناتُ الماءِ تبدو متونها ... وطوراً توارى في غواربها الكدرِ

متى يطردْ يسقِ السوادَ فضولهُ ... وفي كلِّ مستنٍّ جداولهُ تجري

بأجودَ منهُ لليتامَى وملجأ ال ... مضافِ ووهابِ القيانِ أبي عمرو

أعكرمَ يا ابنَ الأصلِ والفرْعِ والذُّرَى ... أتاكَ ابنُ عمٍّ زائراً لكَ عنْ عُفْرِ

منَ المصطلينَ الحربَ أيامَ قلصتْ ... بنا وبقيسٍ عن حيالٍ وعن نزرِ

وإني صبورٌ منْ سليمٍ وعامرٍ ... ونصرٍ على البغضاءِ والنظرِ الشزرِ

إذا ما التقينا عندَ بشرٍ رأيتهمْ ... يغضونَ دوني الطرفَ بالحدقِ الخُضْرِ

وأوجهِ موتورِينَ فيها كآبةٌ ... فرغماً على رغمٍ ووقراً على وقرِ

فنحنُ تلفعنا على عسكريهمِ ... جهارا وما طبِّي ببغْيٍ ولا فخرِ

ولكن حداً بالمشرفيةِ ساقهمْ ... إلى أنْ حشرنا فلهمْ أسوأ الحشرِ

وأمّا عميرُ بنُ الحبابِ فلم يكنْ ... لهُ النصفُ في يومِ الهياج ولا العشرِ

وإنْ تذكروها في معدٍّ فإنما ... أصابكَ بالثرثارِ راغيةُ البكرِ

فكانَ يرَى أنَّ الجزيرةَ أصبحتْ ... موارِيثَ لابنَيْ جابرٍ وأبي صخرِ

وقال الأخطل يمدح عبادَ بن زيد بن أبيه: الطويل

خليليَّ قوما للرحيلِ فإنني ... وجدتُ بني الصمعاءِ غيرَ قريبِ

وأسفهْتُ إذْ منتيُ نفسِي ابنَ واسعٍ ... منًى ذهبتْ لمْ تسقنِي بذنوبِ

فإن تنزلا بابنِ المحلَّقِ منزلاً ... بذي غدرةٍ يبداكما بلغوبِ

لَحَى اللهُ أرماكاً بدجلةَ لاتقَى ... أذاةَ امرِئٍ عضْبِ اللسانِ شغوبِ

إذا نحنُ ودعنا بلاداً همُ بها ... فبعداً لحراتٍ بها وسهوبِ

نسيرُ إلى من لا يغبُّ نوالهُ ... ولا مسلمٌ أعراضَهُ لسبُوبِ

بخوصٍ كأعطالِ القسِيِّ تقلقلتْ ... أجنتها من شقةٍ ودؤوبِ

إذا معجلٌ غادرنَهُ عندَ منزلٍ ... أتيحَ لجوابِ الفلاةِ كسوبِ

وهنَّ بنا عوجٌ كأنَّ عيونها ... بقايا قلاتٍ قلصتْ لنضوبِ

مسانيفُ يطويها مع القيظِ والسُّرَى ... تكاليفُ طلاعِ النجادِ ركوبِ

قديمٍ ترى الأصواءَ فيها كأنَّها ... رجالٌ قيامٌ عصبُوا بسبوبِ

يعمنَ بنا عومَ السفينِ إذا انجلتْ ... سحابةُ وضاحِ السرابِ خبوبِ

إليكَ أبا حربٍ تدافعنَ بعدما ... وصلنَ بشمسٍ مطلعاً لغروبِ

إلى مستقلٍّ بالنوائبِ واصلِ ال ... قرابةِ فياضِ اليديْنِ وهوبِ

ربيعٍ لهلاكِ الحجازِ إذا ارتمتْ ... رياحُ الثريا من صبَاً وجنوبِ

وطارَتْ بأكنافِ البيوتِ وحارَدَتْ ... عنِ الضيفِ والجبرانِ كلّ حلوبِ

وما أرضُ عبادٍ إذا ما هبطتَها ... بحزنٍ ولا أعطانُها بجدُوبِ

إليكَ أشارَ الناظرونَ كأنهُ ... هلالٌ بدا من قتمةٍ وغيوبِ

ولولا أبُو حربٍ وفضلُ نوالهِ ... علينا أتانا دهرُنا بخطوبِ

حبانِي بطرفٍ أعوجيٍّ وقينةٍ ... منَ البربرياتِ الحسانِ لعوبِ

ومالِ أثقالٍ وفراج غمرةٍ ... وغيثٍ لمجلومِ السوامِ حريبِ

<<  <   >  >>