للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا الشمسُ في يومِ الدُّجُنَّةِ أشرقَتْ ... ولا البدرُ بالميساقِ حينَ يُنيرُ

ولا شادنٌ ترنو بهِ أمُّ شادنٍ ... بجوٍّ أنيقِ النَّبتِ وهو خَضيرُ

بأحسنَ من سُعْدى غداةَ بدَتْ لنا ... بوجهٍ عليهِ نضرةٌ وسرورُ

لَعمرُكَ إنّي حينَ أكْني بغيرِها ... وأتركُ إعلاناً بها لًصَبورُ

أغارُ عليها أن تُقبِّلَ بعلَها ... لَعمرُ أبيها إنّني لغَيُورُ

أقولُ لِعَمرٍ وهو يَلْحى على الصِّبا ... ونحنُ بأعلى السَّيِّرَيْنِ نسيرُ

عشيّةَ لا حِلمٌ يَرُدُّ عن الصِّبا ... ولا صاحبي فيما لقِيتُ عَذُورُ

لقد منعَتْ معروفَها أمُّ جعفرٍ ... وإنّي إلى معروفِها لفقيرُ

وقد جعلَتْ مما لقيتُ من الذي ... وجدْتُ بيَ الأرضُ الفضاءُ تمورُ

أطاعَتْ بنا من قدْ قطعتُ منَ اجْلِها ... ثلاثاً تِباعاً إنّها لكفورُ

فلا تَلحَيَنْ بعدي مُحبّاً ولا تُعِنْ ... على لَومِهِ إنَّ المحبَّ ضَريرُ

أزورُ بيوتاً لاصِقاتٍ ببيتِها ... ونفسيَ في البيتِ الذي لا أزورُ

أدورُ ولولا أن أرى أمَّ جعفرٍ ... بأبياتِكمْ ما درتُ حيثُ أدورُ

وقال الأحوص يمدح عمر بن عبد العزيز:

يا بيتَ عاتِكةَ الذي أتعَزَّلُ ... حذَرَ العِدى وبهِ الفؤادُ مُوَكَّلُ

هل عيشُنا بكِ في زمانِكِ راجعٌ ... فلقدْ تفحَّشَ بعدَكِ المُتعَلِّلُ

أصبحْتُ أمنحْكِ الصدودَ وإنّني ... قسَماً إليكِ معَ الصدودِ لأمْيَلُ

فصددْتُ عنكِ وما صددْتُ لبِغضةٍ ... أخشى مَقالةَ كاشِحٍ لا يغفلُ

يأتي إذا قلتُ استقامَ يَحُطُّهُ ... خلفلإ كما نظرَ الخِلافَ الأقبلُ

ولوَ انَّ ما عالجْتُ لِينَ فؤادِهِ ... فقسا اسْتُلِينَ بهِ للنَ الجَندلُ

ولئنْ صددْتِ لأنتِ لولا رِقْبَتي ... أشهى من اللائي أزورُ وأدخلُ

وتَجنُّبي بيتَ الحبيبِ أحبُّهُ ... أُرضي البغيضَ بهِ حديثٌ مُعْضِلُ

إنَّ الشبابَ وعيشَنا اللذَّ الذي ... كنّا به زمَناً نُسَرُّ ونُجْذَلُ

ولَّتْ بَشاشَتُهُ وأصبحَ ذِكرُهُ ... شَجَناً يُعَلُّ بهِ الفؤادُ ويُنهَلُ

إلاّ تذكُّرُ ما مضى وصَبابةٌ ... مُنِيَتْ لقلبِ مُتيَّمٍ لا يذهَلُ

أوْدى الشبابُ وأخلقَتْ لذّاتُهُ ... وأنا الحريصُ على الشبابِ المُعولُ

تبكي لِما قلَبَ الزمانُ جديدَهُ ... خلَقاً وليسَ على الزمانِ مُعوَّلُ

والرأسُ شامِلُهُ البياضُ كأنّهُ ... بعدَ السوادِ بهِ الثَّغامُ المُحْوِلُ

وشفيقةٍ هبَّتْ عليَّ بسُحرةٍ ... جهلاً تلومُ على الثَّواءِ وتَعذُلُ

فأجبتُها إنْ قلتُ لستِ مُطاعةً ... فذَري تَنصُّحَكِ الذي لا يُقبلُ

إنّي كفاني أنْ أعالجَ رِحلةً ... عُمَرٌ ونبوةُ من يَضُنُّ ويبخلُ

بنَوالِ ذي فجَرٍ يكونُ سِجالُهُ ... عِصَماً إذا نزلَ الزمانُ المُمْحِلُ

ماضٍ على حدَثِ الأمورِ كأنّهُ ... ذو رَونقٍ عضْبٌ جلاهُ الصَّيقلُ

يُغضي الرجالُ إذا بدا إعظامُهُ ... فِعلَ الخَشخاشِ بدا لهنَّ الأجدلُ

ويروْنَ أنّ لهُ عليهمْ سَورةً ... وفضيلةً سبقَتْ له لا تُجهلُ

مُتحمِّلٌ ثِقْلَ الأمورِ حَوى لهُ ... شرفَ المكارمِ سابقٌ مُتمهِّلُ

ولهُ إذا نُسبَتْ قريشٌ فيهمِ ... مجدُ الأرومةِ والفَعالُ الأفضلُ

ولهُ بمكّةَ إذْ أميّةُ أهلُها ... إرثٌ إذا ذكرَ القديمُ مُؤثَّلُ

أغنَتْ قرابَتْهُ وكانَ لُزومُهُ ... أمراً أبانَ رَشادَهُ من يعقِلُ

ولقدْ بدأتُ أريدُ وُدَّ مَعاشرٍ ... وعَدوا مواعدَ أخلفَتْ إذْ حُصِّلوا

حتى إذا رجعَ اليقينُ مَطامعي ... يأساً وأخلَفَني الذين أؤمِّلُ

زايلْتُ ما صنعوا إليكَ بنَقلِهِ ... عجلٌ وعندَكَ عنهُمُ مُتحوَّلُ

ووعدْتَني في حاجَتي وصدقْتَني ... ووفَيْتَ إذْ كذبوا الحديثَ وبدَّلوا

وشكَوتُ غُرْماً فادحاً فحملْتَهُ ... عنّي وأنتَ لمثلِهِ مُتحمِّلُ

فأعِدْ فِدىً لكَ ما أحوزُ بنعمةٍ ... أخرى تَرُبُّ بها نَداكَ الأولُ

<<  <   >  >>