للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقدْ وجتمْ جريراً يا بَني الخَطَفى ... بئسَ المُراهنِ حتى ابتُلّتِ العُذَرُ

سُدّتْ عليكَ الثنايا واستدَرْتَ لها ... كما تحيَّرَ تحتَ الظلمةِ الحِيَرُ

دقَّتْ ثنِيّتُهُ الثَّرماءَ حينَ جرى ... طُولُ العِثارِ وأدمى باسْتِهِ الثِّفَرُ

إنْ كانَ قالَ جريرٌ إنَّ لي نفراً ... من صالحِ الناسِ فاسألهُ منِ النفرُ

أمُعرضٌ أمْ مُعَيدٌ أم بنو الخطفى ... تلكَ الأخابثُ ما طابوا وما كثُروا

خزيٌ حياتُهمُ رِجسٌ وفاتُهمُ ... لا تقبلُ الأرضُ موتاهمْ إذا قُبروا

أُندُبْ بني الخطفى إنْ كنتَ تعلمُهمْ ... شيئاً وإلاّ فلمْ يشعرْ بهمْ بشرُ

تَنحَّلُ المجدَ لم يعلمْ أبوكَ بهِ ... هيهاتَ جارَ بكَ الإيرادُ والصدَرُ

أُندُبْ خنازيرَ لؤمٍ ألحقوا بهمِ ... واترُكْ جريرُ ذهاباً حيثُ تقتَفِرُ

هلْ أنتَ إلاّ حمارٌ من بني الخطفى ... فصوِّبِ الطرْفَ لم يفسحْ لكَ النظرُ

بيتُ المَدقّةِ لم يشعر بهم أحدٌ ... إذا همُ في مَراغِ الأرنبِ انجَحروا

لقدْ علمتُ على أنّي أسبُّهمُ ... ما في بني الخطفى من والدي ثُؤَرُ

وإنَّ كلَّ كريمٍ قامَ ذا حسبٍ ... يهجو جريراً يسبُّ العبدَ أو يذرُ

يدعو عُتَيْبة إذا دقّتْ بنو الخطفى ... حتى رمى وجهَهُ من دونِهِ وزَرُ

وقَعْنَبٌ يا بنْ لا شيءٍ هتفتَ بهِ ... إذ مالَ رجْلُكَ وانهاضَتْ بكَ الأسَرُ

إنْ تلبسِ الخَزَّ تُظلمْهُ أبا خُرُطٍ ... وأنتَ باللؤمِ مُعْتَمٌّ ومُؤتزِرُ

وينزلُ الخَزَّ منكَ اليومَ منزلةً ... ما كانَ للخزِّ فيما قبلَها الأثرُ

فأصبَحَ الخزُّ يبكي من بني الخطفى ... يا خزَّ كِرْمانَ صبراً إنها الهِتَرُ

وكانَ خزُّ جريرٍ كلَّ مُمْتَزقٍ ... من صوفِ ما هرأَتْ من ضأنِها القِرَرُ

فأُمّهُ في قبيلَى بُردةٍ خلَقٍ ... والخَيْطفى في شِمالِ اللؤمِ مُعتَجِرُ

أمّا قبائلُ يَربوعٍ فليسَ لها ... فيما يَعُدُّ ذَوو الأحسابِ مُفتخَرُ

لا يُفقَدونَ إذا غابوا وإنْ شهِدوا ... لم تَستشِرْهمْ تميمٌ حينَ تأتمرُ

تُقضى الأمورُ ويربوعٌ مُخلَّفةٌ ... حتى يقولوا غداةَ الغِبِّ ما الخبرُ

تُشاربُ الذلَّ يربوعٌ إذا وردوا ... والذلُّ يصدُرُ فيهمْ أينما صدروا

إنْ جارُهمْ طرقتْهُ غُولُ غيرِهمْ ... طارَ الحديثُ وما أوفَوا وما صبروا

وجامَعَ اللؤمَ يربوعاً وحالفَها ... ما دامَ أسفلَ من ماويّةَ الحَفَرُ

الأبعدونَ منَ الأحسابِ منزلةً ... والأخبثونَ عُصاراتٍ إذا اعتُصروا

والألأمون فُلُوّاً شَبَّ في غنَمٍ ... وفي الحميرِ أبوهُ الأشمطُ القَمِرُ

قِردانُ ملأمةٍ في الشاءِ جَدُّهُمُ ... مِيلٌ عواتقُهمْ من طولِ ما زفَروا

فهمْ لآباءِ سَوءٍ ألحِقوا بهمِ ... زُلاً حِناكاً ولا يدرونَ ما السُّوَرُ

خِزيُّ البعولةِ والأفواهُ مُرْوِحةٌ ... إذا تفتَّلَ في أستاهِها الشعَرُ

سودٌ مَدارِينُ تلقى في بيوتِهمِ ... قُدّامَ أخبِيةِ اللؤمِ الذي احتجروا

وإنْ حَبالاهُمُ نَتَّجْنَ بشَّرَهمْ ... صوتُ الصبيِ بلؤمٍ حينَ يَعتَقِرُ

إنّي سبَبْتُهمُ سبّاً سيورِثُهمْ ... خزياً ومَنقصةً في الناسِ ما عَمِروا

لقدْ ذعرْنا قديماً في نسائِكمُ ... فلم تَغاروا ولم تُستنكِرَ الذُّعَرُ

أزمانُ وصّى بيربوعٍ فحضَّهمُ ... عندَ الوفاةِ تميمٌ وهو مُحتَضرُ

أنَّ الفحولَ لكمْ تَيمٌ وأنكمُ ... حلائلُ التَّيْمِ فاستَوصوا بما أمروا

أمّا كُليبٌ فإنَّ الله زادَ لها ... لؤماً على كلِّ شيءٍ زادَهُ الكِبرُ

لا السنُّ يَنهاهُ عن لؤمٍ ولا طبَعٍ ... وليسَ مانعَهُ من لؤمِهِ الصِّغَرُ

انظُرْ ترَ اللؤمَ فيما بينَ لِحيَتِهِ ... وحاجبَيْهِ إذا ما أمكنَ النظرُ

يا لؤمَ رهْطِ كُليبٍ في نسائِهمِ ... ما قاتلوا القومَ إذْ تُسبى ولا شكروا

فاسْتَردَفوا النسوةَ اللاتي ولدْنَهمُ ... خلفَ العَضاريطِ في أعناقِها الخُمرُ

<<  <   >  >>