للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لم يُدركوها وألهتْهمْ أناتُهمُ ... حتى أتى دونَها سَلمانُ أوْ أقُرُ

فأصبحتْ في بني شَيبانَ مَسْلَحةً ... يُعيرُهمْ بعضُهمْ بعضاً وتُؤتَجرُ

حتى أتيتُكمُ من بعدِ مَخْلفِها ... بعدَ السِّفادِ وحُبْلاهُنَّ تنتظرُ

جزَّتْ نواصِيَها بِيضٌ غطارفةٌ ... من وائلٍ أنَّ نُعمى سَيبِهمْ دِرَرُ

بكرٌ وتَغلٌب سامُوكَ التي جعلتْ ... لونَ الترابِ على خدَّيكَ يا كُفَرُ

الواهبونَ لكمُ أطهارَ نِسوتِكمْ ... لم يجزِها منكمُ نُعمى ولا أثرُ

يا بنَ المراغةِ لم تفخَرْ بمَفخرةٍ ... بعدَ الرِّدافِ منَ المَسبيّةِ العُقُرُ

أنا ابنُ جلْهمَ يا ابنَ الأخبَثِنَ أباً ... وابنُ جِساسٍ وتَيمٍ حينَ أفتخرُ

المُصْدِري الأمرَ قد أعيتْ مصادرُهُ ... والمُطعمي الشحمَ حتى يُرسلَ المطرُ

وقادةُ اليُمنِ والمجسورِ أثرُهمُ ... يومَ المُهمّةِ والجُلّى إذا جسَروا

والوالِدينَ ملوكاً كنتَ تعبدُهمْ ... من قبلِ سَجْحَةَ في عَليائِكَ السُّخَرُ

والمانعينَ بإذنِ اللهِ مَحْمِيَةً ... بني تمميمٍ ونارُ الحربِ تستعرُ

قُدنا تميماً لأيامِ الكُلابِ معاً ... فاسْتَعْثَروا جَدَّ أقوامٍ وما عثروا

ويومَ تَيْمَنَ نحنُ الناحِرونَ بها ... جبارَ مَذْحِجَ والجبارُ ينتحرُ

هلاّ سألتَ بنا حسّانَ يومَ كبا ... والرمحُ يَخْلِجُهُ والخدُّ مُنعَفِرُ

وإذ أغارَ شُمَيطٌ نحوَ نِسوَتِنا ... غِرْنا عليهنَّ إنّا معشرٌ غُيُرُ

ذُدنا الخميسَ ولم نفعلْ كفِعلِكمُ ... بالضربِ شُذِّبَتِ الهاماتُ والقَصَرُ

فأصبحوا بينَ مقتولٍ ومُؤْتَسَرٍ ... شدّتْ يداهُ إلى اللِّيتَيْنِ تُؤتسَرُ

ويومَ سَخْبانَ أبرمْنا بواحدةٍ ... للناسِ أمرَهمُ والأمرُ مُنتشرُ

ويومَ دِجلةَ أكداسٌ يُجرِّعُها ... كأسَ الفَطيمةِ فيها الصابُ والمَقِرُ

ويومَ سعدٍ وصَحْنى قَرْقَرى لحقتْ ... منّا فوارسُ لا مِيلٌ ولا ضُجُرُ

يومَ اعتنَقْنا سُوَيْداً والقَنا قِصَدٌ ... والخيلُ تعدو عليها عِثْيَرٌ كَدِرُ

ولمْ تزلْ كمكانِ النجمِ نسوتُنا ... إذْ مُرْدَفاتُكَ تُسبى ما لها مهَرُ

نغزو فنسبي ولا تُسبى حلائلُنا ... إنَّ القتالَ لتَيمٍ طائرٌ أمِرُ

إنّا لبطنِ حَصانٍ غيرِ ضائعةٍ ... يا بنَ التي حملَتْهُ وهْيَ تمتَذِرُ

لم يُخزِنا موقفٌ كنا نقومُ بهِ ... ولا يُجيرُ علينا ثأرَنا الغِيَرُ

ما نالَنا الضيمُ إنّا معشرٌ شُمُسٌ ... من دونِ أحسابِنا والموتُ محتضَرُ

وإنَّ نبعَتَنا صُلْبٌ مَكاسِرُها ... فلا نَخورُ إذا ما خارتِ العُشَرُ

أخطارُ صدقٍ إذا قُمنا نقومُ بها ... وابنُ الأتانِ جريرٌ مالهُ خطرُ

دعِ الرِّبابَ وسَعداً لستَ نائلَها ... هَيهاتَ هيهاتَ منكَ الشمسُ والقمرُ

همْ أسرعُ الناسِ إدراكاً إذا طلبوا ... وأعظمُ الناسِ أحلاماً إذا قدَروا

مُدُّوا بسيلٍ أتِيٍّ لستَ حابسَهُ ... وليسَ سيلُهمُ يُلفى إذا زَخَروا

كانوا قديماً أشدَّ الناسِ مُعتمَداً ... في الأوّلينَ وفي الحِلْفِ الذي غبَروا

ولو يشاؤونَ ماتتْ من مخافَتِهمْ ... أدنى الأسودِ وأقصاهمْ إذا زأروا

كانوا إذا الأمرُ أعيَتْكمُ مصادرُهُ ... يكفُونَهُ وإذا ما هِبتُمُ جسَروا

قدْ علمتْ يومَها هذا بنو الخطَفى ... إنّي مُرافَعَتي فوقَ الذي قدروا

سيعلمونَ إذا ما قيلَ أيَّهُما ... يا بنَ المراغةِ إنّي سوفَ أنتصرُ

وصرّحَ الأمرُ عن بِيضٍ مُشهَّرةٍ ... منّي سوابقُ في أعناقِها البُشُرُ

بالنصرِ واللهُ لم ينصرْ بني الخطفى ... والمؤمنونَ إذا ما استنصَروا نُصروا

ما زالَ حَينُ جريرٍ عن بني الخطفى ... يغشى بني الخطفى موجٌ وما مَهَروا

حتى التقى ساحلُ التيارِ فوقَهمُ ... لا بحرَ إلاّ لغاشي موجِهِ جزَرُ

أمسى كفرعونَ إذا يقتادُ شِيعتَهُ ... يرجو الجسورَ فما كرُّوا وما جسَروا

فما حمى ناكحُ الموتى بني الخطَفى ... حتى يُفرِّعَهمْ منّي الذي حذروا

<<  <   >  >>