للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فرَرْتَ منَ المدينةِ حينَ ثابَتْ ... رُواةُ الناسِ واستُمعَ النشيدُ

جدَعْتُكَ بالقصائدِ مُعْرَباتٍ ... وبالسوطَيْنِ أسلَحَكَ الوليدُ

وخلَّيْتَ اسْتَ أمِّكَ والقوافي ... لها هَبْؤٌ إذا ابتدؤوا تَعودُ

نكحْتُكَ بارِكاً وسُجنتَ حَولاً ... فأيَّ عذابِ ربِّكَ تستَزيدُ

لنِسوتِكَ اللئامِ الويلُ مما ... أفدْتَ لهنَّ أو ما تستفيدُ

أتفخرُ إنْ عددْتَ بني تميمٍ ... وذلكَ منكمُ نسَبٌ بعيدُ

ولكنْ أنتَ منْ أفناءِ بكرٍ ... نَذيلٌ حظُّكمْ نسبٌ قَعيدُ

وتُدعى للمَشورةِ آلُ تيمٍ ... ويربوعٌ وما تُدعى شُهودُ

ونأخذُ من ورائكَ ما أردْنا ... مُكاثرةً ونمنعُ ما نريدُ

رددْتُكَ بالرِّبابِ وآلِ سعدٍ ... وهمْ كسروا عصاكَ فما تذودُ

وهمْ لدُّوكَ ماءَ العبدِ حتى ... تفشَّى في مفاصلِكَ اللَّدودُ

ودقَّ عِراكُهمْ حَوضَيْكَ فاصْدُرْ ... بآتُنِكَ العطاشِ وهنَّ صِيدُ

ولي يا بنَ المراغةِ من تميمٍ ... وجوهُ السابقاتِ ولي العديدُ

بأيّةِ قارِتَيْكَ تذودُ قومي ... غُدانةُ والحرامُ حصىً زهيدُ

وللسعدَيْنِ يا بنَ أبي جريرٍ ... فهلْ فيمنْ عددْتَ لهمْ نَديدُ

لعبدِ مَناةَ يا بنَ أبي جريرٍ ... عليكَ المجدُ والحسبُ التليدً

لعلَّ غُدانةَ البَظْراءِ عِدْلٌ ... لهمْ وحرامُ سَجْحَةَ والزُّيُودُ

وأسْتاهُ الإماءِ بَني صُبَيْرٍ ... لهمْ نَوحٌ إذا مرضَ العتودُ

وأمّا الألأمونَ بنو كُلَيْبٍ ... فأُجْرَوا في الرهانِ فلمْ يُجيدوا

وأعيى الكلبُ كلبُ بني كُلَيْبٍ ... فما يحمي الكلابَ وما يصيدُ

وما بغْيٌ يُحاذرُ من رياحٍ ... ولا جَدٌّ نما بهمِ سعيدُ

ولمْ تكنِ اللئامُ بنو حريصٍ ... إذا اكتُسبَ الخلائقُ تستَجيدُ

تبيَّنَ لؤمُ يربوعٍ ويبقى ... على الأجسادِ ما بقيَتْ جلودُ

فإنْ تخلَقْ ليربوعٍ ثيابٌ ... فإنَّ اللؤمَ فوقَهمُ جديدُ

فمنْ يشهدْ ليربوعٍ بمجدٍ ... فقدْ قامتْ بلَومِهمِ الشهودُ

وأنتَ لئيمُهمْ وهمْ لئامٌ ... كذاكَ الحقُّ خالفَ ما تريدُ

أأنْ ماتَتْ أُمامةُ بنتُ عمروٍ ... دلفْتَ لها إذا سكَنَ الوريدُ

أتيتَ إلى الجنازةِ أمرَ سَوءٍ ... يُحرِّمُهُ النصارى واليهودُ

نِكاحُ الميْتِ عندَ بَني حريصٍ ... لكلِّ عَمارةٍ وطنٌ وعِيدُ

فألامُ معشرٍ من أنتَ منهمْ ... وألامُ عادةٍ ما تستعيدُ

أنا ابنُ الذائدينَ غداةَ جئتُمْ ... بوِردٍ لا تمُرُّ بهِ السُّعودُ

تقودُكمُ سَجاحُ بغُدْفَتَيْها ... فأهلكْنا سَجاحٍ ومن تقودُ

عشيّةَ انتمُ عُشَرٌ تَصلّى ... بنارٍ لا يقومُ لها عمودُ

وأوقدْتُمْ شهابَكمُ فلمّا ... نضحْنا حرَّها طفِئَ الوقودُ

فليتَ جَدودَ تنطِقُ روضَتاها ... فتُخبرُ عن طِعانِكمُ جَدودُ

ولمّا إنْ لقيتَ بني لُجَيمٍ ... على جُرْدٍ رَحائلُها اللُّبودُ

ومن شَيبانَ يا بنَ أبي جريرٍ ... جنودٌ لا يقومُ لها جنودُ

ندَدْتُمْ والنساءُ لها جُؤارٌ ... ولا يحمي حقيقتَهُ النَّدودُ

أُخذْنَ غُدَيّةً وفزعْتَ عصراً ... فأيَّ أوانِهمْ لحِقَ العبيدُ

أتدعونَ الحرامَ لهمْ وأنتمْ ... بدأْتُمْ بالفِرارِ فلمْ تعودوا

وثوَّبَ بالحرامِ بنو كُلَيْبٍ ... قرودٌ يستغيثُ بهمْ قُرودُ

لقدْ حلَّ الحرامُ بذي أُراطى ... ودونَ الجيشِ فَروةُ والوحيدُ

تُظِلُّ بيوتَ يربوعٍ نساءٌ ... على السَّوآتِ مارِنَةُ الجلودِ

على طَلحٍ وأُودَ نساءُ ... سَوءٍ تَضمَّنَ لؤمَها طلحٌ وأودُ

خُلقْنَ نذالةً وولَدْنَ ذُلاً ... لئيماتِ المَعاطسِ والخدودِ

وقال عمر بن لجأ يرد على جرير:

طرِبْتَ وهاجَتْكَ الرسومُ الدوارسُ ... بحيثُ حبا للأبرقَيْنِ الأواعِسُ

فجانَبَ ذاتَ القُورِ من ذي سُوَيْقةٍ ... إلى شارعٍ جرَّتْ عليهِ الروامسُ

أرَبَّتْ بها هوجاءُ بعدَكَ رادَةٌ ... منَ الصيفِ تسْفي والغُيوثُ الرواجسُ

<<  <   >  >>