للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشُبِّه الهيدبُ العبامُ منَ ال ... أقوامِ سقباً مجللاً فرِعا

وكانتِ الكاعبُ الممنَّعةُ ال ... حسناءُ في زادِ أهلِها سبعا

أودى فلا تنفعُ الإشاحةُ في ... شيءٍ لمنْ قدْ يحاولُ البدعا

ليبكِكَ الشّربُ والمدامةُ ال ... فتيانُ طرّاً وطامعٌ طمعا

وذاتُ هدمٍ بالٍ نواشرُها ... تصمتُ بالماءِ تولباً جدعا

والحيُّ إذْ حاذروا الصَّباحَ بأق ... وامٍ وجاشتْ نفوسهمْ جزعا

وقال أوس أيضاً:

هلْ عاجلٌ منْ متاعِ الحيِّ منظورُ ... أمْ بيتُ دومةَ بعدَ الإلفِ مهجورُ

أمْ هلْ كبيرٌ بكى لم يقضِ عبرتهُ ... إثرَ الأحبّةِ يومَ البينِ معذورُ

لكنْ بفرتاجَ فالخلصاءِ أنتَ بها ... فحنبلٍ فلِوى سرَّاءَ مسرورُ

وبالأُنيعمِ يوماً قد تحلُّ بهِ ... لدى خزازَ ومنها منظرٌ كيرُ

قدْ قلتُ للرَّكبِ لولا أنَّهمْ عجِلوا ... عوجوا عليَّ فحيُّوا الحيَّ أو سيروا

قلَّتْ لحاجةِ نفسٍ ليلةٌ عرضتْ ... ثمَّ اقصِدوا بعدَها في السَّيرِ أو جوروا

غرٌّ غرائرُ أبكارٌ نشأنَ معاً ... حسنُ الخلائقِ عمَّا يُتَّقى نورُ

لبسنَ ريطاً وديباجاً وأكسيةً ... شتَّى بها اللَّونُ إلاّ أنَّها فورُ

ليسَ الحديثُ بنُهبى ينتَهبنَ ولا ... سرٌّ يحدّثنهُ في الحيِّ منشورُ

وقدْ تُلافي بيَ الحاجاتِ ناجيةٌ ... وجناءُ لاحقةُ الرِّجلينِ عيسورُ

تساقطُ المشيَ أفناناً إذا عصبتْ ... إذا ألحَّتْ على ركبانِها الخورُ

حرفٌ أخوها أبوها منْ مهجَّنةٍ ... وعمُّها خالُها وجناءُ مئْشيرُ

وقدْ ثوتْ نصفَ حولٍ أشهراً جدداً ... يسفي على رحلِها بالحيرةِ المورُ

قدْ فارقتْ وهي لمْ تجربْ وباعَ لها ... منَ الفصافصِ بالنُّمِّيَّ سِفسيرُ

أبقى التهجُّرَ منها بعدَ كدنتِها ... منَ المحالةِ ما يشغَى بهِ الكورُ

تُلقي الجرانَ وتقلَولي إذا بركتْ ... كما تيسَّرَ للنَّفرِ المها النُّورُ

كأنَّ هرّاً جنيباً غُرضتها ... واصطكَّ ديكٌ برجليْها وخِنزيرُ

كأنَّها ذو وُشومٍ بينَ مأفقةٍ ... والقطقانةِ والمذعورُ مذعورُ

أحسَّ ركزَ قنيصٍ منْ بني أسدٍ ... فانصاعَ منثوياً والخطوُ مقصورُ

يسعى بغضفٍ كأمثالِ الحصى زمِعاً ... كأنَّ أحناكَها السُّفلى مآشيرُ

حتَّى أشبَّ لهنَّ الثَّورُ من كثبٍ ... فأرسلوهنَّ لمْ يدروا بما ثِيروا

ولَّى مجدّاً وأزمعنَ اللَّحاقَ بهِ ... كأنَّهنَّ بجنبيْهِ الزَّنابيرُ

حتَّى إذا قلتَ نالتهُ أوائلُها ... ولو يشاءُ لنجَّتهُ المثابيرُ

كرَّ عليها ولم يفشلْ يُهارشُها ... كأنَّهنَّ بتواليهنَّ مسرورُ

فشكَّها بذليقٍ حدُّهُ سلبٌ ... كأنَّهُ حينَ يعلوهنَّ موتورُ

ثمَّ استمرَّ يُباري ظلَّهُ جذلاً ... كأنَّهُ مرزُبانٌ فازَ محبورُ

يالَ تميمٍ وذو قارٍ لهُ حدبٌ ... منَ الرَّبيعِ وفي شعبانَ مسجورُ

قدْ حلأتْ ناقتي بردٌ وراكبها ... عنْ ماءِ بصوةَ يوماً وهو مهجورُ

فما تناءى بها المعروفُ إذْ نفرتْ ... حتَّى تضمَّنها الأفدانُ والدُّورُ

قومٌ لئامٌ وفي أعناقهمْ عنفٌ ... وسعيهمْ دونَ سعْي النَّاسِ مبهورُ

ويلَ أُمِّهم معشراً جمٌّ بيوتهمُ ... منَ الرِّماحِ وفي المعروفِ تنكيرُ

إذْ يشزِرونَ إليَّ الطَّرفَ عنْ عرضٍ ... كأنَّ أعينهمْ منْ بُغضهمْ عورُ

نكَّبْتها ماءهمْ لمَّا رأيتهمُ ... صهبَ السِّبالِ بأيديهمْ بيازيرُ

مُخلّفون ويقضي النَّاسُ أمرهمُ ... غُشي الملامةِ صنبورٌ فصنبورُ

لولا الهمامُ الذي تُرجى نوافلهُ ... لنالهمْ جحفلٌ تشقَى بهِ العورُ

لولا الهمامُ لقدْ خفَّتْ نعامتهمْ ... وقالَ راكبهمْ في عصبةٍ سِيروا

وقال أوس أيضاً:

حلَّتْ تماضرُ بعدَنا ربَبا ... فالغمرَ فالمرَّيْنِ فالشَّعبا

حلَّتْ شآميةً وحلَّ قساً ... أهلي فكانَ طِلابها نصبا

لحقتْ بأرضِ المنكرينَ ولمْ ... تمكنْ لحاجةِ عاشقٍ طلبا

<<  <   >  >>